هل كونك مهندس ذكاء اصطناعي اختيار مهني جيد في المغرب؟

ليس من المستغرب معرفة أن عمالقة التكنولوجيا، يتسابقون لتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي للمساعدة في التعرف على الوجه، على الهواتف الذكية والمساعدين الصوتيين والسيارات ذاتية القيادة والروبوتات. والهدف من مهنة مهندس ذكاء اصطناعي، هو إنشاء برنامج يمكنه التفكير مثل الإنسان وتقديم حلول للمشاكل الصعبة.

في معظم الأحيان، تكون أبحاث الذكاء الاصطناعي بطيئة وشاقة، وتتطلب مهارات ومعرفة هائلة للعمل في هذا المجال، وغالبًا ما تستلزم استجابات المهندس فهم وتحليل كيفية عمل الدماغ البشري فيما يتعلق بقضية معينة، لتقديم أفضل حل ممكن باستخدام برامج الكمبيوتر.

لكن، هل هناك مستقبل لمهندس ذكاء اصطناعي في المغرب؟

المتطلبات

تعد المهارات والمعرفة الفنية، بالإضافة إلى العمل الجماعي، ضرورية لإدارة المشاريع بفعالية واستشارة المتخصصين الخارجيين، مما يجعلهم يمتلكون المهارات اللازمة لمهندسي الذكاء الاصطناعي في المستقبل.

وتتطلب طبيعة الوظيفة، أهدافًا عالية المستوى وتقييمًا ذاتيًا ثابتًا لأداء الفرد، كما يجب أن يكون الشخص دقيقًا للغاية ومثابرًا، وأن يتمتع المهندس بمهارات شخصية قوية لأنه لبناء نظام خبير، بالإضافة لجمع معلومات الخبراء وإضفاء الطابع الرسمي على معارفهم، وبالتالي، فإن امتلاك المهارات البشرية ومهارات الاتصال سيكون مفيدًا جدًا في مهنة مهندس الذكاء الاصطناعي.

لتطوير نظام فعال للغاية، يجب على مهندس الذكاء الاصطناعي، أولاً إعداد قائمة بمواصفات المتطلبات الشاملة التي يجب أن يؤديها نظام الذكاء الاصطناعي، ويحتاج المهندس إلى مهارات عالية من حيث المعرفة التقنية، بما في ذلك التحكم في الأنظمة الآلية، وإدارة لغات البرمجة، والقدرة على حل مشاكل الذكاء الاصطناعي المعقدة (مثل حذف الملفات، وأدوات تحليل النص، وفهم اللغة الطبيعية)، والمشاركة في المشاريع التي تنطوي على تطبيقات المعلومات على وجه الخصوص.

نتيجة لذلك، تكمن أهمية البحث في زيادة المعرفة في العلوم الرقمية وعلوم البيانات والمعالجة التلقائية للغة، وتنفيذ أساليب وخوارزميات الذكاء الاصطناعي والتحقق من صحتها، الأمر الذي يتطلب مستوى معينًا من الدقة الرياضية، كما أن يوجد العديد من المؤسسات العامة والخاصة لتقديم تدريب عالي الجودة في هذا المجال.

الرواتب حسب الوظيفة

التدريب والمؤهلات اللازمة

لتصبح مهندسًا في الذكاء الاصطناعي، يجب أن يكون لديك مستوى يعادل درجة الماستر، وتقدم بعض الكليات والمؤسسات الهندسية مثل جامعة محمد السادس للفنون التطبيقية، والمدرسة الوطنية العليا لمعلوماتية وتحليل النظم، والمدرسة المحمدية للمهندسين، وما إلى ذلك، درجات علمية في علوم الكمبيوتر وإدارة النظام التي الاندماج في مجال الذكاء الاصطناعي.

هناك أيضًا برامج أكاديمية توفر الدخول في هذا المجال، الدكتوراه، على سبيل المثال، بعد الحصول على شهادة في الهندسة، أو حتى درجة الماستر في الذكاء الاصطناعي في كلية العلوم وفي الجامعات المغربية أو المدرسة الحسنية للأشغال العمومية.

والأهم من ذلك، أن المدارس الخاصة مفتوحة وتقدم دورات عالية التقنية والمتخصصة، تتعلق مباشرة بالذكاء الاصطناعي، وذلك بفضل قدرة هذه المؤسسات على تعديل عروضها التعليمية بسرعة لتلبية متطلبات السوق لمثل هؤلاء المهنيين.

الوظائف

غالبًا ما يبدأ مهندسو الذكاء الاصطناعي المغاربة، بالوظائف التقنية قبل أن يتطوروا إلى أدوار مرتبطة بالتعدي، وعادة ما يتم دمجها في خلايا البحث. وبعد اكتساب بعض الخبرة، قد يتقدمون ليصبحوا مدراء للمشاريع، ومع ذلك، أصبحت مشاريع الذكاء الاصطناعي الآن غير شائعة نسبيًا.

اعتمادًا على المشروع، يتعاون مهندس الذكاء الاصطناعي مع الإحصائيين والمبرمجين الآليين وعلماء النفس والمصممين وخبراء الهندسة البشرية. ويختلف راتب مهندس الذكاء الاصطناعي حسب صناعة الشركة، والمشروع الذي يعملون عليه، ومستوى خبرتهم في مجال الذكاء الاصطناعي.

ويعد الذكاء الاصطناعي صناعة متطورة، ويستمر هذا المجال في جذب انتباه الناس وإثارة الإثارة حول العالم. مع وضع المهارات والاستراتيجيات، يحتاج الطلاب ومهندسو الذكاء الاصطناعي المحتملون إلى أفكار تتعلق بتوجهاتهم المهنية.

ويمكنهم اتخاذ قرار بشأن اختيارهم، ولحسن الحظ بالنسبة للمهندسين، اتخذت الحكومة المغربية زمام المبادرة في الابتكار التكنولوجي وقدمت العديد من البرامج التدريبية في هذا المجال.

التحديات في المغرب

سيكون لدى الحكومة قريبًا، مراكز أبحاث الذكاء الاصطناعي الخاصة بها جنبًا إلى جنب مع الدول الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وهذه الخطوة متوافقة بشكل أساسي مع المحاور الاستراتيجية للنموذج التنموي الجديد، وخطة التسريع الصناعي 2021-2025.

خاصة لأن الذكاء الاصطناعي أصبح ضروريًا بين الصناعات المختلفة. كان للذكاء الاصطناعي تأثير كبير على المغرب، فهو وثيق الصلة بشكل خاص بمعالجة الصور، على سبيل المثال، تحويل الكلام إلى نص. ويمكن العثور على هذه التقنية في أجهزة مثل الرادارات التي تتعرف على الأنماط، والكاميرات المثبتة في المدن التي تتحكم في حركة المرور، وصور الأقمار الصناعية المستخدمة في الزراعة، وحتى تركيب نظام التعرف على الوجه في مطار الرباط سلا. وتسهل تقنية تحويل الكلام إلى نص، والتي تتضمن الذكاء الاصطناعي، تحويل المحتوى الصوتي إلى نص مكتوب.

تم الاعتماد على جوانب التكنولوجيا بشكل كبير خلال جائحة كورونا، مثل مراقبة السكان من خلال تطبيقات الهاتف المحمول. ويمكن جعل هذا النوع من المراقبة أسهل باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن للروبوتات القيام بأنشطة محفوفة بالمخاطر، ويمكنها أيضًا المساعدة في جعل مكان العمل أكثر أمانًا. كما هناك العديد من الاستخدامات للذكاء الاصطناعي في السيارة ذاتية القيادة. وأثبت المغرب أنه منافس في إفريقيا في مجال السيارات ذاتية القيادة، حيث يتعامل خبراء البلد في هذا المجال بشكل أساسي مع تعليم السيارة كيفية التصرف في حالة وقوع حادث من خلال التعلم الآلي.

بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في دراسة سلوك السائق، والصيانة التنبؤية، والمعرفة البيئية المكتسبة من بيانات أجهزة الاستشعار، والأمن السيبراني لمراقبة الاتصال وتجنب القرصنة.

ويمكن أيضًا استخدام هذه التقنية للتحقق من جودة مكونات السيارة. ويساعد هذا الجيل من الذكاء الاصطناعي في إنشاء جيل جديد من السلع والخدمات من وجهة نظر تجارية. وهي مهيأة لتنشيط قطاع السفر والسياحة بشكل كبير. كما أن استخدام تقنية “التعلم الآلي”، والتي يمكن أن تتضمن إنشاء روبوت محادثة، مع كل من القدرات اللغوية والمعرفية، أمر ممكن بفضل الذكاء الاصطناعي الذي يساعد في الاتصال في أي صناعة.

ويمكن للذكاء الاصطناعي خفض التكاليف، وتقديم فرص جديدة في النقل العام والتعليم والطاقة وإدارة النفايات، مع زيادة استدامة السلع عند توظيفها في منتجات الخدمة العامة.

ويعد الدعم النقدي، مثل تحديد الملامح الجنائية أو التنبؤ بالهجمات الإرهابية ومنعها من خلال التحليل السريع للنظام أداة مهمة أخرى يقدمها الذكاء الاصطناعي في نظام العدالة ومنع الجريمة. وبدأت المنصات عبر الإنترنت بالفعل، في استخدامه للبحث عن نشاط محفوف بالمخاطر أو غير قانوني على وسائل التواصل الاجتماعي.

ولا تزال القضية الأخلاقية التي تحيط بالتكنولوجيا قيد التحقيق والتساؤل لأنها تطرح تحديات في جميع أنحاء العالم. ويوصي الخبراء، بأن المغرب يجب أن يكون على دراية بالتوصيات الدولية بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي.

يبدو أن المملكة تأخذ هذا الحذر على محمل الجد، حيث أعلن المغرب في 24 مارس 2022 عن التنفيذ الرسمي لتوصية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي.

وأعلن وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، أن هذا القرار يجعل المغرب من أوائل الدول التي نفذت توصية الأمم المتحدة بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي. ويهدف هذا الالتزام بتنفيذ متطلبات هذه التوصية إلى الاستفادة من التكنولوجيا وتقليل المخاطر المرتبطة بها.

مع التركيز على المجال الرقمي كمحرك مهم للتحول ورافعة حقيقية للتغيير والتطوير. بالإضافة إلى ذلك، فهي بمثابة وسيلة فعالة لضمان الشفافية والمرونة في الإدارة، فضلاً عن تعزيز الثقة بين المواطنين والشركات والخدمات العامة، كما يتوافق القرار مع الديناميكية التي تشهدها المملكة في مجال الذكاء الاصطناعي.