هل تحاول إسرائيل جعل المغاربة ينظرون إلى قضاياهم المحورية بمنظور إسرائيلي؟

بلادنا24 – يونس أفطيط |

ما يفعله مدير مكتب الاتصال الاسرائيلي بالرباط، (الذي يدعي أنه سفير)، يصل لمرحلة محاولة تدجين الرأي العام المغربي، والتدخل في شؤون داخلية للمغرب، وهو شبيه بأن يقوم سفير الجزائر أو جنوب إفريقيا بمحاولة فتح موقع الكتروني موجه حصرا للمغاربة، من أجل جعلهم ينظرون إلى قضاياهم المحورية بمنظور خارجي.

لا أحد ينكر البتة أنه من مصلحة المغرب راهنا تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وذلك لأن قضية المغاربة الأولى وهي الصحراء المغربية ستستفيد بالدرجة الأولى من هذا التطبيع، لكن إسرائيل في الجهة المقابلة، تستفيد هي الأخرى بتقاربها مع واحدة من أهم الدول الإسلامية في العالم، والتي أصبحت في العقدين الأخيرين لاعبا دوليا حقيقيا، والمعنى أن هذا التقارب هو صفقة (رابح – رابح)، وهو يوطد في الأصل لمبدأ لا توجد عداوات دائمة ولا صداقات دائمة، بل هناك مصالح دائمة، وما دامت مصالحنا العليا مع إسرائيل فليس هناك من داع لكي نعاكس هذه المصالح، لكن هذا ليس معناه البتة أن ننبطح لإسرائيل، وهو ما لم يفهمه بعد غوفرين الذي يدير مكتب الاتصال الاسرائيلي بالرباط، الذي قال إنه سيطلق موقعا لدحض ما اعتبره افتراءات وأكاذيب في تقارير بالعربية والفرنسية عن اسرائيل.

غوفرين اعتبر أن قضية فلسطين ليست محورية عند المغاربة، متناسيا أن الملك هو رئيس لجنة القدس، وأن القدس بالنسبة لمعظم المغاربة أول قبلة صلى في اتجاهها الرسول والمسلمين، وأن قدسيته بمثابة قدسية الكعبة.

وفي الحقيقة غوفرين يعلم كل هذا، لكنه يحاول استعمال الآلة الإعلامية من أجل جعل المغاربة ينظرون إلى قضاياهم الداخلية بمنظور إسرائيلي، ويحاول التأثير على المغاربة بشكل غير مقبول، وفرض وجهة نظر إسرائيل عنوة، وكمثال على ذلك هو اغتيال الإسرائيليين لشيرين أبو عاقلة، هذا الموضوع شكل انتكاسة حقيقية في العلاقات الخارجية لإسرائيل خاصة مع العرب والمسلمين، وهو أمر لم يتوقعه الإسرائيليين، وكان ردهم الأول والوحيد أنهم لم يقتلوا شيرين، وهو ما يحاول غوفرين تسويقه واعتبار أن ما يتداوله الإعلام المغربي مجرد إفتراءات لا أساس لها من الصحة.

ما تحاول إسرائيل القيام به غير صحي لعملية التطبيع الجارية، ذلك أن أي محاولة للتأثير على الشارع المغربي قد تأتي بنتائج عكسية على عملية التطبيع برمتها، وخرجات غوفرين غير الموفقة وغير الدبلوماسية ستزيد من تعقيد عملية التطبيع بين البلدين لا محالة.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *