هشام العسري يكشف لـ”بلادنا24″ تفاصيل”جهاد البيانات الضخمة” (حوار)

اشتهر بأفلامه التي يسلط من خلالها الضوء عن الواقع المعاش، وعلى أعطاب الدولة، يختار بحكمة ورزانة المواضيع   التي يتطرق إليها، والتي لم تكن معروضة من قبل، وهنا الحديث على المخرج هشام العسري.

إذ تميز بأسلوبه  المنفرد والنخبوي، ذلك أنه يراهن على التفاعل بالإحساس وليس بالفهم، إنه العسري، المخرج والسيناريت المغربي، الذي يجذب النقد إلى عالمه، بسبب أسلوبه الجريء.

وبعنوان “بيغ داتا جهاد”، أو “جهاد البيانات الضخمة”،  أصدر هشام العسري، خامس رواياته باللغة الفرنسية، والتي تدور أحداثها عن العالم الافتراضي ، وقصة حب يعيشها الأشخاص في العالم الرقمي.

وفي هذا الحوار، مع موقع “بلادنا24″، كشف المخرج والسيناريست المغربي، هشام العسري، تفاصيل هذا الكتاب الجديد الذي أشرف على كتابته، وأيضا سبب انتقاله من الإخراج إلى الكتابة الروائية، إلى جانب الأعمال السينمائية والتلفزية التي يحضر لها.

أصدرت في الأيام القليلة الماضية رواية جديدة بعنوان “بيغ داتا جهاد”، كيف جاءت فكرة الكتابة الروائية؟

لم تكن فكرة الكتابة وليدة اللحظة، فأنا أصدرت في السابق 4 كتب، إلى جانب  تسعة كتب أخرى، وبدأت فكرة هذا الكتاب قبل حوالي عامين، وتولدت انطلاقا من الواقع المعاش، إذ هناك العديد من الأشخاص مدمنين عن الهواتف النقالة، حاولت أن أخلق قصة من الخيال العلمي، لشخص له مشكل مع مؤثرة مشهورة في منصات التواصل الاجتماعي مع العلم أنها كانت صديقته المقربة، لكنه حاول أن يدبر لها مشكل كبير، ودمر الأنترنيت.

وجاءت فكرة  قصة الرواية من أجل إعطاء المفهوم الصحيح للأنترنيت، وكيفية التعامل معه، ومع ظواهره، خاصة وأن عدد من المؤثرين تجدهم لا يعرفون الكثير من الأمور إلا أن وجودهم وتفاعلهم في الأنترنيت يبرزهم داخل المجتمع.

هل هشام العسري مدمن على الأنترنيت؟

لا أنا لست إنسان مدمن على الأنترنيت، فأنا بالنسبة لي اهو وسيلة من أجل الاتصال، ولست بحاجة إلى الأنترنيت لكي أكون حاضرا أكثر، أو  بحاجة لموقع “يوتيوب”، لكي تبرز أعمالي، فأنا ألجأ إليه عندما أقوم بوصلات شهرية بغرض الإشهار بفلمي أو كتابي، لكن ينبغي أن نكون حداثيين غير رجعيين، ونحاولوا قدر المستطاع أن نستعملوه في أمور مهمة، وبطريقة عقلانية، وليس بغرض التسلية فقط، لدى لا ينبغي ضياع الوقت فيه، وهذا أمر “خطير”.

لماذا انتقل هشام العسري من الإخراج إلى الكتابة الروائية؟

بالنسبة لي لم يكن هناك انتقالا لأنني في الأصل أنا كاتب، قبل أن أخوض تجربة السينما كنت كاتبا وسيناريست، وكتبت أول مسرحية لي، قبل اشتغالي في الأفلام الوثائقية، وعلى العموم يتبين لي أن الكتابة والإخراج وجهان لعملة واحدة، لأنه يستحيل أن تكون مخرجا قبل أن تكون كاتبا، وأيضا من الصعب أن تكتب قبل أن تكون لك وجهة نظر، يعني ينبغي أن يكون هناك تكامل بينهما، فأنا أحاول دائما أن اشتغل على كتاب يعجب الشباب الذين لا يقرؤون ويلجؤون أكثر إلى المشاهدة، لكن ينبغي أن يكون هناك مجهود من أجل دعم القراءة والمعرفة، بهدف تحسين الوضعية النفسية.

ماهي أوجه الاختلاف بين الكتابة الروائية والكتابة السينمائية؟

هناك فرق شاسع بين الكتابة الروائية والسينمائية، لأن الكتابة الروائية تعتمد على الأسلوب الأدبي، أما “السيناريو”، يرتكز بالأساس على وجهة نظر تقنية.

فأنا لدي القدرة أكثر على الاشتغال في المجالين معا، عندما تراودني فكرة ما أستطيع أن اشتغل عليها على طريقة فيلم، كما يمكنني أن أوظفها في الرواية، وذلك حسب مضمونها.

طيب، لماذا أغلب مواضيع هشام العسري ترتكز على الواقع المعاش؟ 

أتطرق إلى المواضيع الواقعية لكن بطريقة مختلفة لدى الجمهور يراها  على غير المعتاد،  فأنا  لا أحب الواقعية، لا في الأدب ولا في السينما، وأظن أن الواقعية في مفهومها الصحيح هي إلقاء وجهة نظر على المجتمع المغربي.

ومن خلال ذلك نتطرق لمختلف المواضيع، فوجهة النظر، والشخوص، وكدا الشخصية هم الأكثر أهمية.

فجميع أفلامي هي طرف من شخصيتي، وهذا لا يعني أنني أتحدث عن نفسي، لكن بصفتي ملاحظ و مواطن بيضاوي له عدة ملاحظات في أمور ما، أحاول توظيفها بطريقة أو بأخرى.

لكن عموما أحاول أن اشتغل عن الخيال وأبتعد عن الواقعية.

هل تحضر   لأعمال فنية قادمة؟

صحيح، هناك العديد من المشاريع المقبلة، اشتغل حاليا على فيلم “هايش مايش”، واشتغل أيضا على فيلم جديد،  المقرر تصويره في العام المقبل.

بلادنا24 –  صفاء بورزيق 

 

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

تعليقات الزوار ( 1 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *