نوفل البعمري : المغرب يحسم نزاع الصحراء المغربية لصالحه “قوة ديبلوماسية صلبة” (حوار)

لقد مثل موضوع استكمال الوحدة الترابية للمغرب أحد أكبر تحدياته المعاصرة، إذ اتخذ المغاربة قضية استرجاع الأقاليم الجنوبية، قضيتهم الأولى، ما جعل المغرب يلتحف بغطاء ديبلوماسي متين، هذا الغطاء الذي عكس الدفئ على الدول فيما بينها لتعترف وتأكد وتجدد موقفها مراة عدة، من خلال مباحثات شرفت عليها وزارة الخارجية مع نظرائها في بلدان أخرى.

وفي هذا الصدد قامت”بلادنا24” بحوار رفقة المحلل السياسي، نوفل البعمري الذي حدثنا حول الموضوع.

س- البحرين من بين أخر الدول التي أكدت موقفها الثابت الداعم للوحدة الترابية للمغرب، كيف يمكن اليوم وصف هذا الدعم؟

ج-ليس فقط البحرين بل الغالبية العظمى من الدول العربية لها موقف سياسي و دبلوماسي واضح في دعم مغربية الصحراء، و مبادرة الحكم الذاتي أمميا و قد تجسد ذلك في بلاغ مجموعة 35 التي أعلنت عن دعم مبادرة الحكم الذاتي بمجلس حقوق الإنسان، و قبلها بمجلس الأمن و الجمعية العمومية للأمم المتحدة، و هي مواقف غير مقتصرة على الدول العربية بل دول أفريقية، لاتينية، غربية، آسيوية… و هي كلها انخرطت في دعم مبادرة الحكم الذاتي عن وعي سياسي بطبيعة النزاع المفتعل حول الصحراء، و بحالة الجمود الحالية التي دخل فيها الملف بفعل المناورات التي يقوم بها خصوم المغرب لعرقلة الوصول لحل عادل، متوافق بشأنه على أرضية قرارات مجلس الأمن التي أصبحت تتبنى معايير مبادرة الحكم الذاتي.

س-كيف يمكننا تحليل علاقات المغرب الديبلوماسية رفقة الدول الداعمة للحكم الذاتي والتي تجدد دعمها تأكيدًا لثبات موقفها؟

ج-سبق للمغرب أن أعلن عن تنظيم مؤتمر دولي على مستوى الدول التي افتتحت قنصلياتها بالجنوب المغربي، و هي خطوة تهدف لخلق تكتل دبلوماسي لترجمة التحالف الحالي الداعم لمبادرة الحكم الذاتي، و الذي اتخذ طابع الشراكة الإقتصادية مع هذه الدول و هي شراكة ستستفيد منها المنطقة و ساكنتها، هذه الخطوة تعكس القراءة التي قدمها المغرب لمختلف التطورات التي تعيشها المنطقة خاصة استغلال النظام الجزائري الطفرة الغازية الحالية لشراء الذمم، و هو ما تصدى له المغرب بدبلوماسيته المبنية على الشراكة الاقتصادية المتنوعة و ليس على الابتزاز أو تقديم الرشاوي كما يعمل على ذلك النظام الجزائري.

س-هل يمكن الحسم في هذه القضية رفقة الدعم الدائم لمجموعة من الدول ومشاركة دول أخرى؟

ج-من الناحية الواقعية للنزاع محسوم لصالح المغرب، فالمغرب هو من يدير المنطقة سياسيا و إداريا، و الساكنة المحلية الصحراوية تدين بالولاء للوطن و لمؤسساته أولها ولائها التاريخي للمؤسسة الملكية، كما أنها تنتخب مؤسساتها المحلية و هي اليوم مشاركة في العملية السياسية…، و من الناحية السياسية فالدول الفاعلة و الكبرى اعترفت بمغربية الصحراء، الأمم المتحدة تدعم مبادرة الحكم الذاتي، يبقى العائق الوحيد هو النظام العسكري الجزائري الذي يعمد إلى عرقلة عمل ستافان ديماستورا لكي لا يتم طي هذا الملف على صعيد الأمم المتحدة, لذلك فالمغرب قد حسم اختياره في العلاقة بالمنطقة تنمويا، اقتصاديا، سياسيا و ديموقراطيا كما أن الساكنة الصحراوية مارست حقها في تقرير مصيرها و ترجمت اختيارها في مشاركتها الواسعة في الانتخابات الأخيرة التي صلت لأكثر من 80٪ في بعض المناطق من الأقاليم الصحراوية تجسيدا لهذا الاختيار الديموقراطي، و السياسي.

 

حنان الزيتوني _ بلادنا24

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *