نوال المتوكل: بطلة أولمبية أعادت الاعتبار للرياضة النسوية

من منا لم يسمع بتردد اسمها على لسان الصغير والكبير، ومن منا لم يفتخر بإنجازاتها العالمية. نوال المتوكل، البطلة الأولمبية المغربية التي انتشر صداها في العالم، المرأة الرياضية الأولى عربيا وإفريقيا، التي حصدت الذهب الأولمبي في سباق 400 متر حواجز بألعاب لوس أنجلوس سنة 1984، و به رفعت علم المغرب عاليا ومعها أحلام الفتيات من أقصى المغرب إلى أدنى الشرق.

ولادة بطلة

ابنة مدينة الدار البيضاء التي ستُكمل عقدها السادس، نشأت داخل أسرة شغوفة بالرياضة، والد يُمارس رياضة الجودو ووالدة لاعبة للكرة الطائرة، فكانت النتيجة بطلة في ألعاب القوى.

تابعت المتوكل دراستها بالولايات المتحدة الأمريكية وتدربت على يد المدرب جون فرانسوا كوكان، وبدأت مسيرتها الاحترافية سنة 1978، وبتوجيه من مدربها، تخصصت في سباق 400 متر حواجز لتتألق فيه لاحقا.

تميزت المتوكل على المستوى الدولي، بداية من سنة 1981 بعد حصولها على ذهبيتين في دورة الألعاب العربية بتونس، ثم بفوزها بثلاث ميداليات في البطولة الإفريقية سنة 1982 في القاهرة بمصر، ذهبيتين وفضية.

كما حصلت على ميدالية ذهبية أخرى سنة 1983 في ألعاب البحر الأبيض المتوسط ​​في الدار البيضاء، وهي السنة التي قررت فيها الإنتقال إلى أمريكا لدراسة التربية البدنية.

1984 للتاريخ

و تمكنت نوال المتوكل سنة 1984 من تحقيق الإنجاز الأولمبي التي دخلت به التاريخ من بابه الواسع بميدالية ذهبية أولمبية، فازت على إثرها بسباق 400 متر حواجز متقدمة على الأمريكية جودي براون التي كانت محط أنظار العالم آنذاك، والرومانية كريستينا كوجوكارو، و بذلك حطمت نوال رقمها القياسي الشخصي بـ 54.64 ثانية.

تقول المتوكل عن إنجازها التاريخي: “كان الحدث عظيماً بالنسبة لبلدي، فليس من السهل أن تجد مغربية مكانها بين أبرز الرياضيين في العالم و تتمكن من الفوز بالميدالية الذهبية، إنه إنجاز سيبقى راسخاً في ذهن كل مغربي، وهو بالنسبة لي إنجاز راسخ في قلبي وعقلي إلى الأبد”.

و كان للمتوكل شرف أن تسمى كل فتاة ولدت يوم تتويجها باسم “نوال” بعد أن أصدر الملك الراحل الحسن الثاني آنذاك أمرا ملكيا بتسمية جميع مواليد 8 غشت 1984 باسمها يوم تتويجها بالذهب الأولمبي.

و فازت بعد ذلك بذهبية في دورة الألعاب الإفريقية سنة 1985، وذهبية أخرى في ألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 1987 في اللاذقية بسوريا.

و تستمر الإنجازات..

توجهت نوال بعد مشوارها الذهبي نحو التدريب سنة 1989 بعد حصولها على شهادة في التربية البدنية من الجامعة الأمريكية في أيوا، و حرصت البطلة الأولمبية على تشجيع الرياضة في صفوف النساء لتتمكن سنة 1993 من تأسيس السباق النسوي للدار البيضاء، الذي يُعد اليوم من أشهر الأحداث الرياضية النسائية في العالم.

واستمرت في الإشتغال بالميدان الرياضي من خلال قبعة التسيير الرياضي وتقلدت مناصب مختلفة انطلاقاً من سنة 1995، حيث أصبحت عضواً في الاتحاد الدولي لألعاب القو ، ثم عضواً في اللجنة الأولمبية الدولية سنة 1998 ، حيث شغلت أدواراً في المجلس التنفيذي.

وفي الوقت نفسه، عين الملك الحسن الثاني المتوكل وزيرة الدولة للشباب والرياضة بالمغرب سنة 1997 ، وهو المنصب الذي شغلته مرة أخرى سنة 2007 كوزيرة.

نوال المتوكل تجسد شخصية المرأة المغربية، شخصية متمكنة أثبتت وجودها في عالم الرياضة، الثقافة والإنخراط في العمل السياسي، بعد أن فتحت الأبواب أمام النساء عامة والعربيات خاصة، لتحقيق أهدافهن وممارسة الرياضة بحرية أكبر بإنجازها التاريخي سنة 1984.

و تقول في هذا الصدد: “منذ ذلك اليوم، أصبحنا نرى بطلات عالميات من الجزائر وتونس ومصر والبحرين، البلدان العربية التي لم تكن النساء فيها تحضرن الأولمبياد، أصبحن اليوم يشاركن في الألعاب الأولمبية ليس فقط من أجل المشاركة بل من أجل الفوز”.

نوال المتوكل استمرت في إنجازاتها وتقلدت سنة 2008 منصب رئيسة لجنة تقييم ملفات المدن المرشحة لاستضافة أولمبياد 2012، لتُصبح بذلك أول امرأة عربية وإفريقية تُنتخب نائبة لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية سنة 2012 وهي اليوم عضو في  اللجنة التنفيدية للمؤسسة العريقة.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *