رمضان كريم
رمضان كريم
رمضان كريم

نزاع الصحراء.. توجس من رئاسة روسيا لمجلس الأمن الدولي في شهر أبريل 

تتسلم روسيا بدءا من بعد غد السبت، الرئاسة الشهرية لمجلس الأمن الدولي من دولة الموزمبيق، التي ترأسته طيلة شهر مارس الجاري.

ومن المقرر أن يعود نزاع الصحراء تحت الرئاسة الشهرية الروسية إلى الواجهة مجددا، إذ سيتم برمجة جلسة واحدة حول نزاع الصحراء بجدول أعمال المجلس لشهر أبريل، ويتم تحديد تاريخها في بداية الشهر، بعد المشاورات التي تبدأ فعليا في نهاية شهر مارس الجاري، وذلك امتثالا لمقررات قرار مجلس الأمن الدولي حول الصحراء رقم 2654، الصادر في أكتوبر 2023، تلك المؤكدة على وجوب تقديم إحاطة واحدة على الأقل لأعضاء مجلس الأمن الدولي في غضون ستة أشهر، بُعيد تمديد الولاية الانتدابية لبعثة الأمم المتحدة في الصحراء “مينورسو” لمدة سنة كاملة، إلى غاية 31 أكتوبر 2023.

وتضع الرئاسة الشهرية الروسية لمجلس الأمن الدولي، الدبلوماسية المغربية في حالة نفير عام، جراء الضبابية التي تكتنف الموقف الروسي من نزاع الصحراء، والتي تحكمها بالأساس صراع القطبية مع الولايات المتحدة الأمريكية، والمساعي الروسية لتحجيم الحضور الأمريكي فيه، باعتبار واشنطن “حاملة القلم”، والمسؤولة عن صياغة قرارات المجلس، والمتحكم الرئيسي في الملف، وذلك من بوابة عدم حياد واشنطن على ضوء إعلانها السابق الداعم لمبادرة الحكم الذاتي كأساس لحل ملف الصحراء، وكذا سيادة المغرب على الصحراء.

ومن المرتقب أن تشهد الجلسة المقررة حول نزاع الصحراء، مناكفات حامية الوطيس بين موسكو وواشنطن، لأسباب عدة أخرى، غير التحكم الأمريكي في النزاع، ورفضها إشراك القوى الأخرى فيه، بحيث تلوح في الأفق الصراعات الثنائية بينهما، وحالة النفور، بناء على الاختلاف القائم بخصوص مسألة الحرب في أوكرانيا، والوضع في الشرق الأوسط وإيران، وملفات السلم والأمن العالمية الأخرى، وهو ما يجعل الدبلوماسية المغربية في حالة احتياط واجبة لأية مناورات جانبية قد تشوش على مقاربة المغرب من النزاع، وتحول نزاع الصحراء لمطية لصالح موسكو في سبيل إحراج الولايات المتحدة الأمريكية والنيل منها، لتحقيق تقدم في معركة تكسير العظام البادية للعيان بينهما.

وتعتمد روسيا خلال تعاطيها لنزاع الصحراء خارج مجلس الأمن، مقاربة دعم الجهود الأممية المبذولة لحلحلة لنزاع، وتشجيع ودعم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لنزاع الصحراء، ستافان دي ميستورا، وكذا بعثة الأمم المتحدة في الصحراء “مينورسو”، في حين تميل بشكل واضح للأطروحة المعادية على مستوى مجلس الأمن الدولي، من خلال الوقوف عند مصطلحات “تقرير المصير”، و”الاستفتاء”، و”الطرفين”، في إشارة للمغرب وجبهة البوليساريو فقط، بهدف تصفية حساباتها مع واشنطن.

ومن جانب آخر، تتوجس الدبلوماسية المغربية خلال الجلسة المقبلة للنزاع، من خطاب روسي يُلزم المبعوث الشخصي ستافان دي ميستورا، باتخاذ خطوات ملموسة فيما يخص العملية السياسية، ودعم أي شكل من أشكالها، بعيدا عن الموائد المستديرة التي يحضرها المعنيون الأربعة، ويتعلق الأمر بالمغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة البوليساريو، وهو ما يعد إحراجا حقيقيا يزج بالنزاع في نفق مظلم لا نهاية له، إلا بتنازل أحد المعنيين، وهو التنازل الذي لن يكون بسبب تصلب المواقف.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *