“رقص حتى مطلع الفجر”.. “البوليس” يداهم عددا من “قهاوي الشيشة” بالشرق

بلادنا 24: كمال لمريني

بعد أن أغلقت الحانات والعلب الليلية أبوابها خلال شهر رمضان، لم يجد عدد من الشباب من هواة السهر أي مكان لتمضية الوقت في مدينة وجدة غير التوجه نحو مقاهي الشيشة، إذ مباشرة بعد انتهائهم من الإفطار يتوجهون نحو هذه المقاهي حيث يسهرون حتى مطلع الفجر.

وليس الشباب من يتوافدون على مقاهي الشيشة فحسب، بل فتيات في مقتبل العمر وقاصرات، يقصدن هذا النوع من المقاهي المنتشر في مدينة وجدة والمتواجدة وسط المدينة، وعلى طول الطريق المؤدية إلى المعبر الحدودي “زوج بغال”.

داخل هذه المقاهي، روائح المعسل بمختلف أنواعها تزكم الأنوف، والدخان يعم المكان.. والأجساد تتمايل على إيقاعات موسيقى الراي الصاخبة، وبين الفينة والأخرى تعمل مصالح الأمن الوطني بولاية أمن وجدة، على مداهمة هذه المقاهي، حيث تعمل على توقيف المخالفين للقانون وتحرر مخالفات في حقهم.

مقاهي “الشيشة” أصبحت تشبه “الكباريات”، إذ لا ينقصها سوى راقصة والأضواء الخافتة، حيث الرقص يبدأ مباشرة بعد الإنتهاء من صلاة التراويح، وينتهي في وقت متأخر من الليل، بينما مواعيد ممارسة الجنس تضرب داخلها.

وداخل أحد هذه المقاهي، تجد شابا يحمل في يده “المجمر” و “الفاخر” ويتجول وسط المقهى، ويقوم بتغيير “الجمرة” تلبية لطلب الزبناء، بينما شباب وفتيات يجلسن على الأريكة يتبادلن أطراف الحديث، ويستنشقون دخان “الشيشة”.

وليس جميع شباب مدينة وجدة يقصدون مقاهي الشيشة خلال شهر رمضان، إذ هناك فئة عريضة من الشباب يقصدون المساجد لأداء الشعائر الدينية، غير أن آخرون يختارون هذه المقاهي لقضاء الوقت و”تعمار الراس”، بعدما أغلقت الحانات والعلب الليلية، بينما فتيات يتعاطين “الشيشة”.

وبالرغم من الحركية التي تعرفها هذه المقاهي، فإن مصالح الأمن تعمل على مداهمتها، كما حدث، أمس الخميس، إذ داهمت عددا من مقاهي الشيشة بمدينة وجدة، وعملت على حجز قنينات النرجلية التي تستخدم في تدخين الشيشة.

وفي هذا الصدد، أسفرت العمليات الأمنية، عن توقيف عدد من الأشخاص، فيما أنجزت محاضر استماع لمسيري مقاهي الشيشة، بعد أن أصبحت هذه المقاهي تخل بالجانب الأخلاقي، لاسيما وأن قاصرات أصبحن من بين المدمنات على مقاهي الشيشة.

ويحكي رواد هذه المقاهي في تصريحاتهم ل “بلادنا 24″، إنه من داخل هذه المقاهي يمكن التفاهم مع الفتيات لممارسة الجنس مقابل مبالغ مالية، كما يحدث في العلب الليلية.

وفي مدينة أحفير التي لا تبعد عن مدينة وجدة، سوى بحوالي 40 كيلومترا، قامت مصالح الأمن الوطني خلال الأيام الأخيرة، بمداهمة مقهى مخصصا لتقديم الشيشة في ملكية عضو في المجلس الجماعي، وحجزت عددا كبيرا من قنينات النرجيلة.

كما أسفرت العملية الأمنية، عن توقيف عدد من الأشخاص من بينهم فتيات قاصرات، حيث تم الاحتفاظ بالجميع رهن تدبير الحراسة النظرية لفائدة البحث الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة.

ويشار إلى أن مداهمة مقهى الشيشة التي يديرها عضو المجلس الجماعي، جاء بناء على شكايات عدد من المواطنين وجمعيات حقوق الإنسان، بعد أن تحولت إلى فضاء للممارسات المخلة ب”الحياء والمشبوهة”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *