مغاربة وجزائريون يرقصون على أنغام الركادة بضفتي الحدود المغلقة

لم يجد المغاربة والجزائريون أي طريقة للتعبير عن رفضهم لقرار إغلاق الحدود البرية المغربية الجزائرية غير الرقص على أنغام الركادة في النقطة الحدودية “بين لجراف”، والتعبير بأجسادهم عن رفضهم القاطع لسياسة التفرقة بين الشعوب، سيما وأن الحدود بين المغرب والجزائر، ظلت مغلقة في وجه شعبين شقيقين منذ سنة 1994، بينما السلطات الجزائرية ترفض أي مبادرة للتقارب بين الشعبين الشقيقين، من خلال رفضها لجميع المبادرات المغربية الرامية إلى أعادة فتح الحدود المغلقة لمدة 30 عاما.

على مستوى النقطة الحدودية “بين لجراف” المؤدية لمدينة السعيدية، لا شيء يسمع غير صوت “البندير” و “الزامر”  و “الكلال”، حيث “الشيوخ” (فرقة فلكلورية) كما يجري نعتهم، يقومون بالعزف على هذه الآلات الموسيقية، بينما المتوجهون صوب الجوهرة الزرقاء يرقصون على إيقاع العلاوي، فيما الأشقاء الجزائريين هم الآخرين تتمايل أجسادهم على نفس الإيقاع على ضفة الحدود، الأمر الذي جعل مواطنون يعلقون على المشهد بالقول:” إن الشيوخ قد ملئوا الفراغ الديبلوماسي القائم بين المغرب والجزائر”.

ملتقى العائلات

وتعد النقطة الحدودية “بين لجراف” المتاخمة لمنطقة بورساي الجزائرية، منطقة عالمية، حيث مختلف النشطاء على “السوشيال ميديا”، يوثقون تلك المشاهد التي تشهدها هذه النقطة الحدودية، حيث الأشقاء المغاربة والجزائريين يتبادلون التهاني فيما بينهم ويلوحون بأيديهم لبعضهم على ضفتي الحدود، بينما المتتبعون يطرحون تساؤلات بخصوص الوضع الذي باتت تعيش على وقع العلاقات المغربية الجزائرية.

وكما تشكل هذه النقطة الحدودية ملتقى العائلات المغربية الجزائرية الممزقة على ضفتي الحدود، حيث لم تجد غير هذا المكان لتبادل الحديث، وإحياء الأواصر الممزقة، في الوقت الذي تصر فيه السلطات الجزائرية على إغلاق الحدود، وعدم التجاوب مع الدعوات المغربية الرامية إلى طي صفحة الخلاف والعمل على بناء علاقات جديدة بين البلدين.

فالوافدون على منطقة “بين لجراف” يوثقون بهواتفهم النقالة ما تراه أعينهم، حيث المغاربة والجزائريون، يعبرون عن حجم العلاقات المتينة التي تجمع بينهما، إذ أنهم في الوقت الذي لم يتمكنوا فيه من ملاقاة بعضهم البعض بفعل الحدود المغلقة، عبر بأكتافهم وهم يرقصون على إيقاع الركادة عن رفضهم  القاطع لقرار إغلاق الحدود البرية لمدة 30 عاما.

إغلاق محكم

ولم تكتفي السلطات الجزائرية بإغلاق الحدود في وجه الشعبين الشقيقين فحسب، بل قامت بتشديد إجراءاتها على طول المنطقة الحدودية، إذ قامت بوضع أسلاك حديدية في منطقة “بورساي” الجزائرية، وذلك لصد أي محاولة تسلل إلى التراب المغربي، بعد سجلت المنطقة، تسلل جزائريين إلى المغرب عبر النقطة الحدودية “بين لجراف” هروبا من الأوضاع الاجتماعية الصعبة التي يعيش على وقعها الغرب الجزائري، سيما وأن الساكنة كانت تتخذ من التهريب المعيشي وسيلة لكسب قوة العيش.

وكما تعرف المنطقة الحدودية انتشار لعناصر الجيش المغربي والجزائري، بينما عناصر الدرك الملكي في منطقة بين لجراف تراقب الوضع عن كثب، بينما السياح الأجانب بدورهم يستغربون لحال بلدين تجمع بينهما روابط الأخوة والمصاهرة والعقيدة المشتركة والقرابة والدم، يعيشان على وقع التوترات السياسية والتي جعلت الحدود البرية تظل مغلقة لمدة 30 عاما.

30 عاما على إغلاق الحدود

منذ سنة 1994، والحدود البرية المغربية الجزائرية مغلقة، إثر القرار الصادر عن رئيس دولة الجزائر أنذاك، اليمين زروال، عقب الأحداث الدامية التي شهدها فندق أطلس إسني بمراكش، حيث قررت السلطات المغربية فرض التأشيرة على الجزائريين لدخول المغرب، مما جعل العائلات المغربية الجزائرية تعيش حالة شتات على ضفتي الحدود بفعل تمكنها من التنقل.

ورغم قرار الإغلاق الذي اتخذته السلطات الجزائرية، إلا أن الملك محمد السادس، دعا لتجاوز الخلافات بين المغرب والجزائر، وفتح الحدود بين البلدين، وهو الطلب الذي لم تستجب له السلطات الجزائرية، إذ أعلنت بعدها عن قطع علاقتها الديبلوماسية مع المغرب.

وفي ظل هذا الوضع الذي تعرف المنطقة الحدودية بين لجراف، تظل الأعلام المغربية والجزائرية ترفرف في السماء، بينما الطيور وحدها من تحلق في الأجواء وتخترق الحدود، فيما الأشقاء المغاربة والجزائريون ينتظرون ذاك اليوم الذي ستتراجع فيه السلطات الجزائرية عن سياستها العدائية تجاه المغرب، وتعمل على فتح الحدود، رغم خروجهم في عدد من التظاهرات الاحتجاجية الداعية إلى فتح الحدود البرية وتجاوز حالة الخلاف بين البلدين.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *