مع بداية الصيف…شواطئ المملكة تستعيد حيويتها بعد جائحة كورونا

نهيلة رضوان – متدربة |

إذا كانت حماية البيئة في وقتنا الحالي نقطة تحول بالنسبة لجميع دول العالم، فإنها كذلك بالنسبة للمغرب، باعتباره خزانا للثروات الطبيعية.

ولهذا الغرض، تتعبّأ مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، بالقيام بخطوة لإيقاظ الوعي والمسؤولية المشتركة تحت لواء “جميعنا من أجل بيئتنا”.

عودة بعد الجائحة

بعدما حولت جائحة كورونا متعة الصيف على الشواطئ المغربية إلى كابوس، حيث أغلقت الشواطئ في كبريات المدن الساحلية، وبعد حوالي سنتين من التوقف، عادت الحياة لتدب من جديد في شواطئ المملكة، التي منعت السلطات ارتيادها لفترة طويلة في ظل الإجراءات الإحترازية التي اتخذتها للحد من تفشي الفيروس.

هذه العودة تسعى مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة وكل الفاعلين في المجال، لجعلها مليئة بالنظافة، وتعمل جاهدة لإيقاظ الحس بالمسؤولية اتجاه البيئة لدى المواطنين، خصوصا ما يتعلق بتأثير الثلوث على التغيرات المناخية وخطورته على العالم.

إطلاق الموسم الثالث والعشرين للشواطئ النظيفة

أعلنت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، برئاسة الأميرة للا حسناء عن إطلاق الموسم الثالث والعشرين للشواطئ النظيفة لفائدة 106 شاطئا من السعيدية في البحر الأبيض المتوسط إلى الداخلة في الجنوب على المحيط الأطلسي، بينها 28 شاطئا يحمل علامة اللواء الأزرق، لتوفير فضاء نظيف ومجهز وآمن ونشيط للمصطافين.

وسيعرف هذا البرنامج مشاركة 68 جماعة محلية مدعومة بسلطتها الوصية: المديرية العامة للجماعات الترابية والإدارات المعنية بتدبير الساحل، و26 شريكا اقتصاديا وأكثر من مائة جمعية محلية، ستتعبأ خلال ما يقارب ثلاثة أشهر لتحسيس المصطافين، والسهر على جودة مياه السباحة والرمال، وتجهيز الشواطئ وضمان الأمن، والتغطية الصحية والحرص على احترام النظام والانضباط للقوانين.

وستشهد عملية “شواطئ نظيفة ” هذه السنة عودة الجامعة الوطنية للكشفية المغربية، ومخيمات الاصطياف التي تديرها وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وكذا  سيتم فتح مكتبات رائدة في خمسة شواطئ بتنسيق مع نفس الوزارة لنشر التربية على التنمية المستدامة، كما ستقوم جمعيات الغطس على غرار سنة 2021 بعملية التوعية الإنسان-والمحيط، لجمع النفايات البلاستيكية في أعماق البحر، وتوعية الأطفال بمضار البلاستيك على الشواطئ.

حماية العالم من التقلبات المناخية

اعتبرت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، أن تدفق أعدادا كبيرة من المواطنين على الساحل يشكل فرصة للقيام بعمل مهم للتوعية والتثقيف لحماية المحيطات، التي يعد دورها في تنظيم المناخ أمرا أساسيا، مشيرة في هذا الصدد إلى أن الأمم المتحدة جعلت من الحفاظ عليها الهدف 14 للتنمية المستدامة.

ولهذا الغرض ذكر البلاغ أن المؤسسة ستقوم بمعية الجماعات والشركاء، للصيف الثالث على التوالي، انطلاقا من 15 يونيو إلى 15 شتنبر، بإجراء عملية# بحر بلا بلاستيك# التي أشادت بأهميتها وجودتها المؤسسة الدولية للتربية البيئية وكافأتها سنة 2020 بجائزة أحسن ممارسة فضلى للتربية على البيئة من بين 4425 شاطئا في العالم تحمل اللواء الأزرق.

وتتوخى عملية # بحر بلا بلاستيك#، بحسب البلاغ مكافحة التلوث البلاستيكي عبر استهداف الشباب بشكل أولوي وتوعيته من خلال قنوات التواصل الرقمي التي تستخدمها، لبلوغ ثلاثة أهداف تتعلق ب”10طن من النفايات البلاستكية على الأقل في كل شاطئ”، و”40 ألف نشاط للتوعية بالبيئة، و توعية 2 مليون شاب”.

وبعد إزالة هذه النفايات البلاستيكية ستتم إعادة معالجتها في الوحدات الصناعية، بهدف الاقتصاد الدائري الذي تعمل هذه العملية على تطويره منذ 2021.

جوائز للا حسناء لساحل مستدام

ستشهد هذه السنة إطلاق النسخة الرابعة من “جوائز للا حسناء لساحل مستدام” والتي تم تسجيلها في عقد علوم المحيطات في خدمة التنمية المستدامة، وستسمح الفئات الخمس ( جوائز ” برنامج الشواطئ النظيفة”، جوائز “المشاركة والبيئة المعيشية”، جوائز “حماية التراث الطبيعي وتثمينه”، جوائز “التربية والشباب”، جوائز “المسؤولية الاجتماعية والبيئية للمنظمات”)، بإشراك جميع الجهات الفاعلة التي تتعبأ لحماية الساحل والمحيطات.

اللواء الأزرق

احتلت المملكة المغربية هذه السنة الصدارة عربيا والمرتبة الثانية إفريقيا، بعد تتويج 28 شاطئا إضافة إلى ميناءين ترفيهيين، بعلامة اللواء الأزرق الدولية التي تمنحها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة ، وكذا المؤسسة الدولية للتربية البيئية.

وسجلت المنلمة تقدما هذه السنة مقارنة مع دورتي صيف 2021 (26 شاطئا وميناء ترفيهي)، وصيف 2020 اللتان تميزتا بقيود الأزمة الصحية الناتجة عن انتشار كوفيد-19.

وسترفرف علامة اللواء الأزرق هذا الصيف ب22 شاطئا تتمركز بساحل المحيط الأطلسي، وثمانية شواطئ وميناءين ترفيهيين بساحل البحر الأبيض المتوسط.

ويتم منح اللواء الأزرق للجماعات المحلية التي تتحمل مسؤولية التدبير الكامل للشواطئ التي تدخل ضمن مجالها الترابي، بما في ذلك الصيانة والنظافة والتجهيز والسلامة، والتكوين، والتحسيس والولوج.

ويجب استيفاء 26 معيارًا في ست فئات، مثل جودة المياه في منطقة الميناء، والمعلومات وخاصة معالجة النفايات، كسوائل التصريف وزيت الديزل والنفايات المنزلية للقوارب وبناء محل لتخزين النفايات الخطرة قبل إجلائها إلى شركة معالجة.

وتم إحداث علامة اللواء الأزرق من قبل المؤسسة الدولية للتربية البيئية سنة 1978، والتي تحتفل هذه السنة بالذكرى السنوية الخامسة والثلاثين لتأسيسه. ويعتبر هذا اللواء، الذي رفع ب 4.194 شاطئ و732 ميناء ترفيهي ب 48 دولة في أوروبا وإفريقيا وأمريكا وبمنطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، علامة تقتضي الامتثال لمعايير صارمة من أربعة أصناف: جودة مياه الاستحمام والإخبار والتحسيس والتربية البيئية والصحة، والسلامة، والتهيئة، والتدبير. ويمنح اللواء أيضا للجماعات المحلية المسؤولة عن إدارة وتدبير الشواطئ.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *