مراكش.. حضارة مغربية عريقة ووجهة سياحية عالمية

توصف بمدينة البهجة ويتميز أهلها بالروح المرحة، إذ يحولون المحنة إلى منحة، تشعرك بالألفة ولطالما ارتبط اسم مراكش بالنكتة وفن الحكي، لقبت بمختلف الأسماء والألقاب، فالبعض يطلق عليها اسم المدينة الحمراء نظرا للون الأحمر الذي يطغى على جدرانها ومبانيها، والبعض الآخر يلقبها بمدينة النخيل أو مدينة سبعة رجال.

سحرها يجذب الزوار من مختلف الجنسيات والخلفيات الثقافية، نعم إنها مراكش من أعرق المدن المغربية حيث تأسست في عهد المرابطيين واسمها يحمل دلالات عدة.

فاسم “مراكش” أصله كلمة أمازيغية وهي “أمور ن أكوش” أي بلاد الله أو أرض الله، ليبقى السِؤال: ما سر وراء تميزها عن باقي المدن والوجهات السياحية الأخرى؟

يمكن القول أن  هذه الأخيرة تزخر بمعالم أثرية توثق تاريخا عريقا منذ مئات السنين، أبرزها:

قصر البديع

قصر تم بناءه في القرن السادس عشر ويعتبر حسب بعض المؤخرين من عجائب الدنيا حيث يبرز جمال حقبة زمنية تعود إلى عهد السعديين باحتواءه على أربع حدائق، مع نقوش فنية وزخارف بأوراق الذهب والزليج المغربي المتميز.

شيد  في أواخر عام 1578 ميلادي، بأمر من السلطان أحمد المنصور الذهبي، حيث يشهد القصر على إنجازات وانتصارات الأسرة السعدية التي حكمت المغرب، وساهم في إنشاءه أمهر الصناع التقليديين والمهندسين المغاربة والأجانب، كما تقام فيه المناسبات الراقية والحفلات الرسمية.

ساحة جامع الفنا

واحدة من أشهر الفضاءات التاريخية في المغرب ومكان للفرجة المفتوحة في وجه كل زائر سواء كان ابن الوطن أو أجنبيا. جامع الفنا أو الباحة المفتوحة، كانت قديما مكانا لاستعراض الجيوش وهم في طريقهم إلى الحملات العسكرية، ومصدر إلهام السينمائيين العالميين، الكتاب والروائيين.

إلى جانب  تصنيفها في عام 2001 ضمن قائمة التراث العالمي الإنساني لدى منظمة اليونسكو، اعترافا بقيمتها الثقافية واحتفاء برواد فنون الفرجة الشعبية التي تميزها.

واشتهرت هذه الأخيرة بفن الحلقة، وهو بمثابة عروض على شكل تجمعات دائرية تجتمع حول الراوي الذي يسافر بك عبر الأزمنة والتاريخ العريق، ويجسد الموروث الثقافي الشعبي.

فالساحة بمثابة فلكلور يضم مختلف العروض كترويض الأفاعي والقرود، الاستعراضات الرياضية والبهلوانية وغيرها الكثير.

لا تنقطع الحياة عن الساحة، حتى وقت متأخر من الليل، وتتميز أيضا بتواجد مهن تقليدية منتشرة في أرجاءها مثل نقش الحناء، مع تقديم المأكولات التقليدية الشعبية التي تشتهر بها المنطقة ومختلف مناطق المغرب.

  مسجد الكتبية 

يعد من أقدم المساجد في المغرب، ساهم إلى حد كبير في ترسيخ قيم ومبادئ الدين الإسلامي، إذ يتميز بزخرفته العريقة وبمئذنته الذي يصل ارتفاعها إلى نحو 70 مترا، يتوسط قلب المدينة ويطل على الساحة، وكأنه لوحة فنية وجزء لا يتجزأ من ذاكرة وتاريخ المدينة الحمراء، وسمي بالكتبية نسبة إلى سوق لبيع الكتب كان يتواجد بالقرب منه.

وعلى مر التاريخ، الكتبية كانت فضاء للتجمعات ولتبادل الآراء بين العلماء وطلاب العلم، وبات اليوم، يستقطب المصلين من جميع الأعمار بأعداد كبيرة ومن جميع أحياء المدينة خاصة في شهر رمضان.

 حديقة ماجوريل

عبارة عن حديقة ساحرة، وكأنك في عالم خيالي بعيدا عن ضوضاء المدينة ومشاغلها، وتشتهر  باللون الأزرق الملكي، يعود اسمها إلى المهندس و الرسام المبدع  جاك ماجوريل الذي صمم الحديقة وأنشأها في أواخر عام 1924ميلادي.

ليحولها بعد سنوات  إلى وجهة سياحية فريدة من نوعها، ولكن بعد وفاته سنة 2008، تدهورت الحديقة بشكل كبير، وقام  بشرائها مصمم الأزياء الفرنسي العالمي الشهير ايف سان لوران، الذي أعاد إحيائها من جديد في أواخر عام 1980ميلادي.

تتضمن الحديقة 135 نوعا من النباتات النادرة، جلبها ماجوريل من 5 قارات، نذكر منها الصبار، واليوكا، والياسمين، والنخيل، وأشجار جوز الهند، وأشجار الموز، وزنابق الماء الأبيض، والخيزران والمزيد.

مراكش كانت ومازالت من أهم الوجهات السياحية في العالم، حيث تفوقت في  تصنيف أعده أحد المواقع العالمية سنة 2015، على أعرق العواصم العالمية منها، لندن، روما وباريس، مما جعل شخصيات عالمية وأسماء كبيرة في عالم السياسة والفن والرياضة يرتبطون بها ارتباطا وثيقا، ويفضلونها كمكان للاستقرار.

 

بلادنا24سلمى جدود 

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *