محمد العلمي يكشف لـ”بلادنا24″ تفاصيل مسرحية “حنين”

يعيش المسرح المغربي هذه السنة، انتعاشة فنية غير مسبوقة، حيث أثلجت خشبة المسرح فؤاد الحاضرين وجمعت بين فنانيه حبال الوصل بالجماهير التي حجت وملأت قاعات العرض بمختلف مدن المغرب عن آخرها، وتلونت جدران المسارح بقهقهات الأطفال والكبار مع تأثر البعض في حين آخر، وذلك تفاعلا مع قائمة طويلة من المواضيع والرسائل التي بعثها أشهر الممثلين في الساحة المغربية بمسرحيات ستظل عالقة في أذهان كل مشاهديها.

ومن بين العروض المسرحية التي تفاعل معها الجمهور المغربي بشكل إيجابي وثناء كبير، نجد “حنين”، التي تقدمها فرقة المسرحيين المتحدين المنضوية تحت لواء جمعية الفكاهيين المتحدين للثقافة والفنون بمدينة فاس، وبمشاركة قائمة من نجوم الشاشة المغربية الرواد منهم والشباب.

وفي هذا السياق، صرح الفنان محمد العلمي، أحد أبطال شخصيات المسرحية لـبلادنا24، متحدثة عن قصة وتيمة “حنين”، قائلا: “تتحدث مسرحية حنين عن حسن الجوار بين المغاربة اليهود والمسلمين.. وبالضبط بين عائلتين، إحداهما يهودية وأخرى مغربية تعيش في حي الملاح بفاس”.

فنان بتأصل تاريخي وثقافي عالي يجسد بعضه في المسرح

واسترسل الفنان الذي اختار من الخشبة ملكة موهبته ومسار فنه الذي قدم منذ بدايته العديد من الأعمال التي لامست قلبه وجذوره التي تأصلت في أدواره التاريخية والدرامية المتنوعة، في الحديث عن دوره في مسرحية “حنين”، قائلا: “أشخص دور علي إبن فاطمة، من العائلة المسلمة التي توفيت والدته و هو في سن صغيرة، فقامت العائلة اليهودية (سيمون و زوجته سوزان) بتربية علي حتى صار رجلا.. ثم قام سيمون بتلقينه حرفة صياغة الذهب و التجارة فيه.. وبقي صديق للعائلة، حيث جمعته بسيمون علاقة متينة جعلعه في مكانة والده”.

وأردف محمد العلمي حديثه عن قصة المسرحية قائلا: “تتطور الأحداث في المسرحية لنكتشف أن علي على علاقة حب بسارة و هي ابنة سيمون وسوزان من العائلة اليهودية.. سارة كانت قد سافرت إلى فرنسا لاستكمال دراستها وبعد رجوعها للمغرب أراد علي الزواج منها لكنها سترفض بدعوى أن المجتمع لن يرحمهم لكونه مسلم سيتزوج بيهودية.. وتتطور أحداث المسرحية لنكتشف العديد من الأسرارا التي كانت مخفية”.

توحيد الانسانية خارج قالب اللون هي رسالة “حنين”

وكما يعلم الجميع فإن لكل مسرحية قصة ورسالة خاصة، يسعى لبعثها وإرسالها للجمهور الحاضر، حيث أكد العلمي في تصريحه لـ“بلادنا24″، أن رسالة “حنين”، تكمن في الانتصار لفكرة الإنسان الواحد، فمهما اختلف دينه أو عرقه أو لونه، ليردف قوله بالحديث أن أسباب اختياره للعمل في هذه المسرحية قائلا: “أولا حبي لشخصية علي وتعلقي بهذه الشخصية التي بحثت عنها وحاولت إيجاد أسلوب معين للشخصية بتوجيهات وتأطير من المخرج خالد ازويشي، ثم النص المسرحي الذي كتبه بحبكة وعناية الشاعر والمؤلف حميد الطالبي، بحيث تغوص حوارات المسرحية في حقبة الثمانينات وتسترجع ذكريات حي الملاح الذي كان يقطنه اليهود والمسلمين في مدينة فاس”.

وفور التساؤل عن مسار المسرح في المغرب، صرح محمد العلمي قائلا: “المسرح في المغرب بخير بفضل جهود المهنيين المسرحيين ونضالاتهم من جهة، ومن جهة أخرى بفضل التسيير الجيد للقطاع من لدن الوزير المهدي بنسعيد، والذي يمكنني أن أعتبره من بين الوزراء الذين استطاعوا تدبير القطاع الثقافي عموما والمسرح على وجه الخصوص بشكل جيد، وهذا لا يمنع وجود شوائب عدة تعترض طريق العاملين في المسرح بالمغرب سواء القطاع الوصي أو المهنيين.. بحكم أنه لا مجال يخلو من السلبيين والمتطفلين.. لكن يحكمنا الأمل دوما”.

المسرح ورهان التمويل البسيط من الجمهور

وبخصوص مدى إقبال الجمهور على المسرح، فردد الفنان قائلا: “عموما فهناك إقبال وبكثرة ما دامت الدعوة عامة لمشاهدة العروض المسرحية، لكن عندما تطرح الفرق المسرحية تذاكر لمسرحياتها لبيعها في السوق تجد الإقبال ضعيفا ومنعدما أحيانا، وهنا لا أتحدث عن العروض الفكاهية التي يقدمها يسار وإيكو وباسو وغيرهم، بل أتحدث عن العروض المسرحية التي تقدمها الفرق الوطنية والتي تحظى بدعم وزارة الثقافة أو التي تنتجها الفرق بشكل ذاتي”.

وأنهى الفنان تصريحه بلفث الانتباه لفكرة مهمة، عبر عنها قائلا: “وهنا يجب على الجمهور أن يعي تمام الوعي مدى قيمة شراء التذاكر لولوج المسرح ومشاهدة العروض المسرحية، لأنه بذلك سيساهم في الرفع من انتاجية الفرق المسرحية وسيدعمها لتقدم الأفضل.. لكن إذا استمر الحال بـ”المجانية” فدائما ستبقى الفرق بحاجة إلى دعم الدولة والقطاع الوصي”.

 

بلادنا 24 – جريدة إلكترونية مغربية

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *