ما هي أبعاد زيارة رئيس الكنيست الإسرائيلي للمغرب؟

في إطار تعزيز العلاقات بين الجانبين المغربي والإسرائيلي، عادت صداقة البلدين إلى الواجهة من جديد، خاصة بعد مشاركة وفد من قوات النخبة الإسرائيلية في مناورات “الأسد الأفريقي” العسكرية، والزيارة التي يقوم بها اليوم الأربعاء، رئيس الكنيست، أمير أوحانا، وإشادته بقيادة الملك المحتضنة لرؤية السلام.

دينامية العلاقات

وفي هذا الصدد، يروي رضوان جاخا، الباحث في الدراسات السياسية، أن “زيارة اليوم لرئيس المؤسسة التشريعية الإسرائيلية من أصول مغربية أمير أوحنا، جاءت في إطار دينامية العلاقات بين البلدين، بعد الاتفاق الثلاثي في دجنبر 2020، بحيث عرفت المملكة المغربية زيارات متعددة لمسؤولين إسرائيليين، سواء زيارات ذات طابع دبلوماسي، على غرار زيارة وفد برلماني إسرائيلي إلى مقر البرلمان المغربي في شهر غشت من سنة 2021، والتي تم خلالها الاتفاق على تبادل الزيارات بين المؤسستين التشريعيتين، وكذلك كانت هناك زيارات ذات طابع عسكري، من خلال زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي سابقا وحاليا عبر مشاركة إسرائيل في مناورات الأسد الإفريقي بالمغرب هذه السنة على غرار مشاركتها السنة الماضية كذلك”.

أهمية الزيارة

وبالنسبة لأهمية هذه الزيارة، أبرز جاخا في تصريح لـ“بلادنا24”، أن “أهميتها بالنسبة لإسرائيل تكمن في مضامين البيان القصير الذي نشره الموقع الإلكتروني الرسمي للكنيست الإسرائيلي، والذي وصفها بالزيارة التاريخية والأولى لرئيس مجلس النواب الإسرائيلي، والتي سيلتقي من خلالها رئيس الغرفة الأولى، ومسؤولين حكوميين، كما أن هذه الزيارة تعتبر توطئة إسرائيلية، حسب مصادر إعلامية إسرائيلية مقربة من وزارة الخارجية، لـ”قمة النقب 2″ التي ستنعقد بالمغرب نهاية يونيو الحالي”.

وأوضح المتحدث ذاته، أن “هذه الزيارة الرسمية لممثل الكنيست الإسرائيلي، أتت في ظل تطلعات تعزيز دينامية العلاقات بين البلدين، سواء من خلال طموح إسرائيل لتحسين الوضع الدبلوماسي لمكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، عبر ترقية الأخير إلى درجة سفارة، لكن ذلك يرتبط كذلك بمستجدات الساحة الجيواستراتيجية بالشرق الأوسط، من خلال ما وصلت إليه القضية الفلسطينية، وطموح حل الدولتين، وحماية الطابع الإسلامي للقدس الشريف، التي يضعها الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، ضمن الأولويات الإستراتيجية للمملكة المغربية”.

دعم إسرائيل لمقترح الحكم الذاتي

وتابع الباحث، قائلا: “بلوغ العلاقة بين المملكة المغربية وإسرائيل لدرجة علاقات استراتيجية، على غرار دول إسبانيا، ألمانيا، والولايات المتحدة الأمريكية رهين أيضا بموقف رسمي واضحن وبأثر قانوني، عبر قرار رئاسي وزاري من طرف دولة إسرائيل، بخصوص قضية الصحراء المغربية ومقترح الحكم الذاتي، وبالتأكيد سيكون ذلك ضمن أجندة زيارة رئيس المؤسسة التشريعية الإسرائيلية الحالية”.

وأشار جاخا، أن “الملك محمد السادس قد أكد في عدة مناسبات على أن الصحراء المغربية هي النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهي المعيار الواضح والبسيط الذي يدل على صدق الشراكات ونجاعتها، فأي شراكة اقتصادية واستثمارية كبيرة، يجب أن تأخذ بعين الإعتبار هذا البعد الإستراتيجي”، متابعا: “في هذا الإطار، أعتقد أن موقف إسرائيلي رسمي قريب وفقا للمؤشرات الدالة الراهنة”.

وأورد المتحدث، أن “هذه القضايا ستكون رزنامة زيارة أوحنا للمغرب، والتي يمكن إجمالها بالنسبة لدولة إسرائيل في تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع المملكة المغربية، عبر فتح سفارة رسمية لها بالعاصمة الرباط. وبخصوص المملكة المغربية، عبر اعتراف رسمي بأثر قانوني لإسرائيل بالصحراء المغربية، وذلك عبر فتح قنصلية إسرائيلية بالأقاليم الجنوبية المغربية، وكذلك من خلال دور المملكة في حلحلة أحد الملفات المعقدة في الشرق الأوسط، المتمثل في حق إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *