غيثة بناني ترحل إلى دار البقاء دون وداع عريس الشهداء (بورتريه)

في هدوء تام، رحلت، غيثة بناني، أرملة الراحل المهدي بن بركة الذي تطلق عليه قوى الصف الديمقراطي لقب “عريس الشهداء”، دون أن تودعه أو تلقي عليه تحية وداع. رحلت دون أن تضع على جبينه قبلة أو وداع أو تتلو على قبره سورة الفاتحة.. رحلت وكأنها ضاربة معه موعدا للالتقاء مجددا في دار البقاء، بعدما لم تتمكن من كشف حقيقة مصيره، سيما وأن قبره لازال مجهولا، وقضيته التي مرت عليها مدة 59 عاما، لازالت تقلق أحزاب اليسار التي تطالب بالكشف عن حقيقة مقتله ومكان وفاته، ومتابعة المتورطين في اغتياله.

غيثة بناني، أرملة المعارض السياسي، المهدي بن بركة، توفيت بالعاصمة الفرنسية – باريس، وهي التي قالت عنها عائلتها، “إنها كانت هي عمود الأسرة، ومرجعاً لكل من ارتبط بالقيم الإنسانية والأخوة والتضامن…، وكانت تمثل نقطة ارتكاز لكل أفراد عائلتها، ومثالاً في البساطة والطيبة، وملاذاً بقلب سخي وآذان صاغية”.

هذه الزوجة المكلومة التي صدمها خبر اختفاء زوجها منذ سنة 1965، حيث توارى، المهدي بن بركة، عن الأنظار في مدينة فونتي لو فيكونت شمال فرنسا، ظلت لمدة تناهز 59 عاما، وهي تعاني من ألم الفراق، وتعيش على أمل إيجاد قبر زوجها الذي ناضلت من أجل البحث عن حقيقة مصيره.

أرملة عريس الشهداء

أرملة عريس الشهداء، تزوجت بالراحل المهدي بن بركة، سنة 1949 وأنجبت منه أربعة أبناء، وهي سليلة عائلة عريقة من الرباط، قبل أن تفارق الحياة في العاصمة الفرنسية – باريس، حيث كانت تقيم مع عائلتها منذ عشر سنوات، بعد مغادرتها للقاهرة التي انتقلت لها قبل اغتيال زوجها عام 1965.

عائلة المهدي بن بركة، قالت عنها، “كانت هي عمود الأسرة، ومرجعاً لكل من ارتبط بالقيم الإنسانية والأخوة والتضامن…وكانت تمثل نقطة ارتكاز لكل أفراد عائلتها، ومثالاً في البساطة والطيبة، وملاذاً بقلب سخي وآذان صاغية”.

وتابعت وهي تتحدث عن مسار الراحلة وارتباطها بالمعارض السياسي المهدي بن بركة، “رافقت زوجها في جميع مراحل حياته النضالية ضد الاستعمار وبناء المغرب المستقل الديمقراطي، وتقاسمت معه أفراح وأحزان الحياة الأسرية حتى اختطافه واختفائه..”.

مناضلة من أجل مناضل

هذه الأرملة المكلومة التي اكتوت بنار الفراق لمدة تقارب 58 عاما، ساهمت في إعادة قصة زوجها المهدي بنبركة إلى دائرة الضوء، مما جعل كثيرون يعلقون عليها بالقول:”رحلت عن الدنيا دون أن تعرف حقيقة ما حدث معه أو أين دفن أو أن تتلو على روحه سورة الفاتحة”.

وسيواري جثمان الراحلة الثرى، الأسبوع المقبل، في مدينة باريس دون العاصمة الرباط، إذ ستنضل بالنسبة للعديد من اليساريين “نداء من أجل كل الحقيقة حول اغتيال زوجها و الانتصار للقيم و النماذج التي ضحى بحياته من أجلها”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *