غياب ملاعب القرب بسطات يدفع الشباب إلى مزاولة كرة القدم في الشوارع

تعتبر ملاعب القرب لبنة أساسية لترسيخ سياسة القرب في المجال الرياضي، بالإضافة إلى كونها أرضية خصبة للتنقيب على الأبطال وصناعتها في إطار نوع من تكافؤ الفرص ما بين أبناء الشعب، إذ لا يخفى على أحد الأدوار الهامة التي تلعبها هذه المرافق في تقوية وتأهيل الدور الثقافي والتربوي والاجتماعي للرياضة لجعلها من بين الدعامات الأساسية للتنمية الاقتصادية واكتشاف المواهب، غير أنه وعلى الرغم من المجهودات المبذولة في هذا الإطار من طرف الجهات المعنية، لازالت تشهد مدينة سطات ذات الكثافة السكانية المرتفعة والمتنوعة (142.250 نسمة وفق الإحصاء العام لسنة 2014)، انعدام مثل هذه الملاعب.

وقع الخصاص المهول على مستوى البنية التحتية الخاصة بالمرافق الرياضية والترفيهية بالمدينة بشهادة السكان واعتراف المسؤولين على حد سواء، حول بعض شوارع المدينة الواسعة واحيائها السكنية إلى أمكنة لممارسة كرة القدم، من قبل كل الفئات العمرية وبالخصوص الصغار، نتيجة افتقار المنطقة الى ملاعب مجانية من شأنها التأثير في الحياة اليومية للساكنة من خلال تقريب الممارسة الرياضية من الأحياء الشعبية، وتمكين المواطن من الانصهار في المشاركة ومزاولة أنشطة رياضية واجتماعية، وهو مادفع بالكثير من الشباب سعيا منهم إلى الترفيه عن أنفسهم وإبراز مواهبهم الرياضية، إلى إجراء مقابلات لكرة القدم في الشوراع العامة للمدينة.

تسجيل هذا النقص الحاد على مستوى ملاعب القرب بمدينة سطات، وتوفرها فقط على ملعبين اثنين مركز سوسيو ثقافي “صنف f” تابع للشبيبة والرياضة والثاني ملعب القرب “الفرح” شيد في إطار مبادرة للتنمية البشرية بشراكة مع جماعة سطات، خلال الولاية الانتدابية 2009 /2015، يعتبر امتدادا طبيعيا للعجز الحاصل في كل البنيات التحتية الأساسية لمدينة يتجاوز عدد سكانها 160000 نسمة، كنتيجة طبيعية للركود الاقتصادي المسجل بالمنطقة، في غياب الحكامة التدبيرية لملف تصميم التهيئة القديم من أجل إيجاد وتحرير الوعاء العقاري الكافي للاستفادة من الشراكة مع قطاع الشباب و الرياضة و الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، من اجل تشييد ملاعب كافية تستوعب الحاجيات المتزايدة للاطفال و الشباب و الجمعيات الرياضية لممارسة رياضتهم المفضلة، و اعتماد مقاربة جديدة، لتجاوز الخصاص الحاصل في البنيات التحتية الرياضية.

معضلة تدهور البنية التحتية الخاصة بالمرافق الرياضية والترفيهية بمدينة سطات الزاخرة بالعديد من المواهب الكروية، و خرق بعض الجمعيات لمذكرة وزارة الشباب والرياضة في مسماها القديم التي اجازت مجانية الاستفادة من المراكز الرياضية والملاعب سوسيو رياضية للقرب بما فيها المسابح المغطاة، يساءل الجهات المسؤولة على تدبير الشأن المحلي بسطات، و عن مآل البرامج التنموية التي تم رفعها خلال الحملات الانتخابية أمام المواطنين، والتي جاء من بينها إنشاء ملاعب للقرب كمتنفسٍ لشباب المدينة، سيما بعد تحويل ملعب للقرب كان مصادق على أحداثه بحي ميمونة الى حي اخر، و الترخيص لإحدى الجمعيات المكونة من أعضاء أغلبهم موظفين بالجماعة بتسييره، خلال الولاية الانتدابية 2015 /2021، وارغام أبناء الطبقة الفقيرة على أداء 10 دراهم للفرد من أجل إجراء مقابلة في كرة بملعب القرب “الفرح”، و تحديد مبلغ مائة درهم للحصة الواحدة.

ولتجاوز هذا النقص الحاد الذي لا يمكن ان يكون الا في إطار شراكة بين مختلف الفاعلين مجالس منتخبة، قطاعات حكومية، قطاع خاص و مجتمع مدني، تطالب الساكنة السطاتية من المجالس المنتخبة على المستوى الجهوي والإقليمي و المحلي، بالدخول على خط الاستثمار في الرياضة و توفير الملاعب الرياضية الكافية لان عائداتها المستقبلية مهمة جدا ويمكن أن تساهم في الارتقاء الاجتماعي و تحريك عجلة الاقتصاد المحلي اسوة بباقي الجماعات والمدن المغربية.

بلادنا24سطات

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *