عبد العالي طاشة مع بداية كل موسم دراسي، يجد العشرات من تلاميذ العالم القروي القاطنين بمشيخة بولعوان، التابعة للنفوذ الترابي لجماعة امزورة بإقليم سطات، والذين اجتازوا السلك الابتدائي وانتقلوا إلى السلك الإعدادي أو الثانوي، (يجدون) أنفسهم مضطرين إلى التنقل عبر سيارة خاصة، للالتحاق بحجرات الدراسة، في ظل انعدام وسيلة النقل المدرسي تقلهم من مقرات سكناهم إلى مؤسسات الاستقبال التعليمية.
“بلادنا24″، عاينت عن قرب المخاض الذي يعيشه أباء وأمهات وأولياء أمور التلاميذ الذين يتابعون دراستهم بالثانوية الإعدادية امزورة بمركز ذات الجماعة، الذين يضطرون لأداء ثمن رمزي لأحد أبناء القبيلة الذي تبرع بسيارته الخاصة من أجل ضمان تفادي انقطاع فلذات أكبادهم عن الدراسة، والذي حُدّد بالتراضي في 100 درهم شهرية لكل تلميذ وتلميذة، لتغطية مصاريف الغازوال وزيوت المحرك وغيرها، في ظل غياب أي تدخل رسمي من قبل القائمين على تسيير الشأن المحلي بالجماعة، عبر توفير وسيلة نقل مدرسي لإنقاذ هؤلاء التلاميذ من شبح التعثر المدرسي الذي يهدد العديد منهم، خصوصا الفتيات.
وحسب عدد من الفاعلين بالمنطقة، فقد أكدوا المعاناة التي يعانيها المتعلّمون بالمنطقة أثناء انتقالهم من السلك الابتدائي إلى الإعدادي والثانوي، بسبب بعد المؤسسات الثانوية لأكثر من 15 و 20 كيلومترا، فضلا عن ضعف الإمكانيات المادية لدى أغلب أسر التلاميذ، ما قد يتسبّب في الهدر المدرسي، خاصة في صفوف الإناث، مشيرين أن مشكل غياب النقل المدرسي، الذي يعانيه أغلب التلاميذ المنحدرين من الحدادة، قامور، الفرانيين، كناون، الدشرة، اولاد ياسين، العسيريين، وغيرها من دواوير مشيخة بولعوان التابعة لجماعة امزورة، زاد في تعميق جرح التهميش والإقصاء الذي تعيشه المنطقة منذ عقود خلت في ظل غياب أي رؤية مستقبلية تهم مشاريع تنموية كفيلة بإخراج الساكنة من عزلتها القاتمة.
وعبّر العديد من أولياء المتعلمين والمتعلمات، في تصريحات متطابقة لـ”بلادنا24“، عن استيائهم من عدم توفير الجهات المختصة لوسيلة النقل المدرسي، ما بات يثير قلقهم مع بداية كل موسم دراسي، خوفا من رفضهم السماح لأبنائهم بمتابعة دراستهم في ظل عدم التفاعل الجدي لمسؤولي المنطقة مع هذا المطلب الرامي لإيجاد حل آني لهذا المشكل قبل تزايد لنسبة المتعلمات والمتعلمين المنقطعين عن الدراسة وحرمانهم من إكمال مسارهم التعليمي.
هذا وطالبت الساكنة من السلطات المعنية بالاقليم، تعزيز أسطول سيارات النقل المدرسي بهذه المنطقة، تجنبا لتعميق الهدر المدرسي، ورفعا للضرر عن تلاميذ مشيخة بولعوان جماعة امزورة الذين يواجهون معاناة جمة في سبيل الوصول إلى المؤسسات التي يتابعون بها الدراسة.
