“واخا قطعو الاتصالات مع مدريد”.. البوليساريو تسعى لإعادة “عُطَل السلام” لأطفال مخيمات تندوف

تعتمد جبهة البوليساريو مقاربة مزدوجة في التعاطي مع التطورات الأخيرة المرتبطة بنزاع الصحراء وعُزلتها بعد قرار الحكومة الإسبانية الداعم للوحدة الترابية للمملكة المغربية ومبادرة الحكم الذاتي كأساس واقعي لحلحلة قضية الصحراء.

وعلى الرغم من إعلانها الرسمي عن قطع اتصالاتها مع حكومة مدريد، عادت جبهة البوليساريو للترويج لعودة ما يسمى بـ “عُطَل السلام” التي يستفيد منها أطفال مخيمات تندوف ويوجهون من خلالها لبلدان أوروبية أولها إسبانيا كالتفاتة إنسانية لتلك الفئة.

وقال ممثل جبهة البوليساريو في إسبانيا، عبد الله العرابي، في تصريحات صحافية، أن الجبهة تسعى لإعادة “عطل السلام” بعد توقفها لسنتين متتاليتين نتيجة لأزمة كورونا، وذلك على الرغم من تعليق الإتصالات بين المستضيف الأول لهم ويتعلق الأمر بإسبانيا، موضحا أن عودة العُطل محصور في العمل التضامني بين فعاليات المجتمع المدني الإسباني والجبهة الانفصالية، مضيفا أن لا علاقة لها بقرار قطع الإتصالات.

وتحيل تصريحات المسؤول في جبهة البوليساريو للإعلام الإسباني على ازدواجية في المواقف بالنسبة للبوليساريو، وكذا محاولتها الفوز بالمساعدات والفِعل الإنساني الإسباني بعيدا عن الإتصال السياسي، في ظل الدعم العيني الكبير الذي تستفيد منه سنويا لصالح ساكنة مخيمات تندوف، والذي غالبا ما يتم توجيهه للبيع في الأسواق الموريتانية والأفريقية من طرف قياداتها بعيدا عن مستحقيها الفعليين.

وبرنامج “عُطَل السلام” الذي تعتمده جبهة البوليساريو كل صيف يعد برنامجا إنسانيا بغطاء سياسي، حيث تبعث كل صائفة مئات الأطفال والقاصرين لدول أوروبية مختلفة خاصة إسبانيا وإيطاليا قصد قضاء عطلة الصيف، وتسعى من خلالها لاستغلال الأطفال للتسويق لتصورها من قضية الصحراء أوروبيا من خلال مشاركتهم في أنشطة سياسية بأعلام البوليساريو.

وتشوب برنامج “عُطَل السلام” الكثير من الإشكالات في ظل عدم عودة العشرات من الأطفال سنويا من البلدان الأوروبية لمخيمات تندوف نتيحة لتبنيهم من طرف العائلات الأوروبية التي كانت تحتضنهم صيفا، إذ يُفرض عليهم التخلي عن ديانتهم الإسلامية وانسلاخهم من التقاليد الحسانية، وهي الإشكالات التي جعلت العائلات بمخيمات تندوف ترفض بعث فلذات أكبادها في ظل تسبب العديد من العائلات الإسبانية في أزمات كبيرة آخرها إقدام عائلة على حرق جثمان شاب كانت قد تبنته بعد وفاته بداية السنة الجارية.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *