عبد الإله عاجل.. أحد أيقونات المسرح المغربي وتجربة فنية عريقة

ابن الحي المحمدي العريق بالدار البيضاء، ومن مواليد 1957، لطالما كان المسرح عشقه الأبدي إلى جانب إبداعه عبر الشاشة الصغيرة، عبد الإله عاجل، أحد أيقونات المسرح المغربي، ومؤسس أشهر الفرق المسرحية في الثمانينات، “مسرح الحي” و”مسرح الكاف”، كما أغنى الخزانة الوطنية بعدة أعمال تلفزيونية، سينمائية ومسرحية.

عاش عبد الإله طفولة تتسم بالهدوء، واكتشف منذ صغره أنه يميل إلى التأمل والخيال، وكان يمارس المسرح وهو في سن مبكر بدءً بالأنشطة المدرسية ووصولا إلى الاحتراف.

وخلال بداياته الفنية، واجه عاجل، مجموعة من الصعوبات، على رأسها معارضة والده لتوجهه الفني، لذلك كان يدعو دوما الفئة الشابة التي تطمح إلى ولوج هذا المجال للتشبت بأحلامها وطموحاتها مع العمل بجد وإتقان، سعيا لتحقيق هدفها.

ذكرى أليمة

فقد عاجل أخاه الأصغر البالغ 11 عاما، حيث غرق هذا الأخير في البحر وامتص رحيق عمره.

وأثرت هذه الذكرى في الفنان، ولازمته طويلا، إذ اعتبر نفسه السبب في وفاة أخيه، فأصبح يعاني من عقدة المستشفى والموت، واحتاج سنوات طويلة ليتخلص من تأنيب الضمير.

كما أنه لم يعد يحب الدراسة، وكانت تشكل له ثقلا كبيرا، ففضل العزلة ومشاهدة الأفلام وقراءة القصص المصورة، ثم الكتابة، وهكذا بدأ يكتب كل سنة عملا مسرحيا، وليملأ فراغه لجأ إلى دار الشباب.

تأسيس مسرح الحي

أسس مع رفيق دربه، الفنان حسن فولان، مسرح الحي عام 1986، ومن أبرز أعماله مسرحية “حب وتبن”، “شرح ملح”، “حسي مسي”.

وكان يعتمد مسرح الحي على البطولة الجماعية والجرأة في طرح مواضيع تعتمد على الآنية، وتتقاسم مشاكله مع الجمهور. إضافة إلى أنه كان يحظى بمواكبة إعلامية خاصة، سواء فيما يتعلق بالإعلام السمعي البصري أو المقروء.

فالمسرح آنذاك، كانت له قواعد وشروط خاصة، ولم يكن ينزل عند الجمهور بل كان الجمهور من يصعد عنده. وكان يضم مختلف الوجوه الفنية التي تميزت بمسار فني حافل، كالفنان محمد الخياري، الراحل نور الدين بكر، عبد الخالق فهيد، عبد الحق الزروالي، فاطمة وشاي، خديجة أسد وغيرهم الكثير. وبعد مرور سنوات، كانت هناك محاولات عدة لإعادة لم شمل الفرقة بعد تشتتها، لكنها باءت بالفشل نظرا لغياب التنسيق الجيد بين أعضائها.

مختلف أعماله التلفزية

رغم بداياته في المسرح، تألق الفنان عاجل في التلفاز، وجسد مختلف الشخصيات، حيث كان ينتقل من شخصية لأخرى بسلاسة وسهولة، وكانت تبقى راسخة في أذهان المتلقي وتدخل كل البيوت المغربية. نذكر منها، “رجال تحت الأرض، السر القديم، شهادة حياة، مسافة ميل بحذائي، رشوة، الطريق إلى طنجة، حمرا وخضرا، شفاه الصمت، السراب، المستضعفون، موعد مع المجهول، خفة الرجل واللائحة طويلة”.

المسرح والأعمال التلفزية اليوم

يرى عاجل أن المسرح المغربي اليوم فرض نفسه بقوة، لكنه يجب أن يسعى لآفاق جديدة، ويتماشى مع العصر الحالي ويواكب التكنولوجيا الحديثة، لكون البنية والهندسة المسرحية مازالت على حالها.

أما على مستوى الأعمال التلفزية، يقول عاجل في عدة تصريحات سابقة، أن هناك تنوعا إيجابيا، أصبح يرقى إلى تطلعات المستوى العربي من الناحية التقنية والإخراج، لكنها تحتاج إلى تطوير على مستوى كتابة السيناريو، والانفتاح أكثر على كتاب متمكنين.

زواج الفنان عبد الإله عاجل

تزوج الفنان عاجل بالممثلة نجوم الزوهرة، حيث التقيا خلال بداياته مع مسرح الهواة، أوائل الثمانينات، مرورا بمسرح الحي، وارتبطت حياتهما في البيت والعمل، على شاشة التلفاز وخشبات المسارح، وعايشت هذه الأخيرة كل الشخصيات المختلفة التي كان يؤديها زوجها في المنزل، حيث سكنت وجدانه وأثرت على شخصيته وتعامله مع أفراد أسرته.

لكن الزوهرة كانت عكس زوجها تماما، نجحت دائما في التفريق بين شخصيتها كفنانة وأدوارها والتزاماتها كامرأة، زوجة وأم.

و ذكر هذان الأخيران، سابقا، أنهما عاشا في جدال دائم حول جل الأعمال الفنية التي قاما بتأديتها أو اشتغلا عليها، وأن هذا الجدال كان نابعا من حبهما لعملهما، باعتبارهما ممثلة ومخرجا يرغبان في تقديم أعمال تستجيب لتطلعات الجمهور، وأثمر زواج هذا الثنائي الفني عن خمسة أطفال.

 

بلادنا24 سلمى جدود 

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *