صراع السلطة بين الأزواج.. إشكالية الألفية الثالثة

بين زوجين، تولد المحبة والعاطفة ثم بعض الصراعات، هذه الصراعات، يعد أهمها صراع السلطة، لمن ستكون ومن سيتمكن منها؟ هي إشكالية ما فتئت الأسرة المغربية تعيشها إلى حين الألفية الثالثة، نظرا لما تنطوي عليه من مشاكل، بعضها لازال خفيا، وبعضها قد طفا على السطح.

ففي البداية، يستفيق الطرفان على أثر الوقوع في الحب، وغالبا ما يضع الأزواج جانبا كل حاجاتهما ومصالحهما وتفضيلاتهما الشخصية، ليكونا في خدمة الحب، ولكن بمجرد الحصول على الاستقرار أو ضمان الأمن في العلاقة، يعود الشخص للتركيز على رفاهه مجددا، ما يجعل النفس الوهمية “الإيݣو” تغلب على الشخص، وتحيله إلى التفكير في إشكالية السلطة.

التلاعب بسيكولوجيا الأزواج 

“إذ أن إشكالية السلطة بين الرجل والمرأة، تتعلق بشكل مباشر بما حل عليهما، من تلاعب على مستوى السيكولوجيا الخاصة بهما”، تروي حفصة سنوسي، مقدمة محتوى خاص بعلم النفس، بمواقع التواصل الإجتماعي، مبرزة أن “الإشكال الرئيسي، يتمثل في أن المرأة أصبحت ترغب بالقيام بدور الرجل والعكس صحيح، إذ أصبحنا نرى بعض الرجال يرون أن المرأة أكثر سعادة، ما يجعلهم يودون عيش دورها في الحياة إلى حد ما”.

وأوضحت سنوسي، في تصريحها لـ“بلادنا24”، أن “المرأة اليوم، أصبحت تذهب في اتجاه محاولة العمل، والتميز بقوة المال والسلطة، لكنها في الواقع تحت تأثير التلاعب بحالتها النفسية، وكذلك الحال بالنسبة الرجل، بسبب اعتبارهما لآراء بعض الأشخاص، بالإضافة لمجموعة من الضغوطات الخارجية الأخرى”.

أثر تبادل الأدوار 

وأفادت ذات المتحدثة، أن “السؤال المركزي اليوم، يأتي عندما يتم تبادل الأدوار، هل الثنائي سيرتاح في هذا التغيير؟ المشكل أنهما لن يرتاحا في هذه الأدوار، والدليل هو مستوى الطلاق الذي نشهده في الفترة الأخيرة، والمشاكل النفسية، والتشتت الأسري، وهنا يطرح تساؤل آخر، وهو ما هو دور الرجل؟ وما هو الشيء الذي يرتاح فيه الرجل، وليس ما يفرض عليه المجتمع؟ وما هي الأمور التي ترتاح فيها المرأة حقيقة؟ وما هي الأشياء التي يجب أن تكون مشتركة بينهما، للنهوض بعلاقتهما؟”.

وكشفت حفصة سنوسي، أن “الحديث عن هذه السلطة، يتعلق بشكل رئيسي بسلطة الرأي، فعند الالتزام في علاقة، يجب التفكير فيما هو الأصح أي الذي يجب أن يكون، حيث يعتبر الزواج تكملة فرد لآخر، ولنجاحه وعدم الوقوع في دوامة السلطة وصراعاتها، يجب التخلص من أثر التربية التي تلقى كل فرد منهما، وأثر العائلة والطقوس الخارجية المرافقة للزواج، إذ يجب تشكيل دائرة ثالثة جديدة، تمثل أفكارا وقيما جديدة تتعلق بالطرفين فقط، لبناء مؤسستهما الخاصة بهما”.

ملذات الحياة 

“من الأسباب الرئيسية أيضا في هذه الصراعات، هناك تسارع التكنولوجيا والرغبة في الوصول بسرعة، والإقبال على الملذات، كالسفر، والمادية المفرطة، هنا تتأثر المشاعر والراحة النفسية، ما يؤثر على جودة العلاقات”، تضيف المتحدثة.

وأكدت سنوسي، أنه “من الضروري الانتباه عند الدخول في علاقة رفقة شخص ما، إلى أهمية التخلص من المعتقدات السارية في المجتمع تجاه العلاقات، لأن نوايا الشخص مهمة كنية السيطرة، حيث قد تنفجر هذه النوايا يوما ما، وهنا يجب أن تسيطر فكرة المساعدة والرحمة وليس العكس، وذلك يتأتى من خلال الاحترام والتواصل الدائمين”.

بلادنا24حنان الزيتوني

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *