شيات لـ”بلادنا24″: استقبال الملك لسانشير تكريس للتوافق حول الصحراء

بلادنا 24: كمال لمريني

شكل اللقاء الذي جمع بين الملك محمد السادس، ورئيس الحكومة الإسبانية “بيدرو سانشير”، أمس الخميس، فرصة مهمة للإعلان عن فتح مرحلة جديدة في العلاقات بين المغرب وإسبانيا، تقوم  على الإحترام والشفافية، وتعزيز علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

وفي هذا السياق، قال خالد شيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، في تصريحه لـ”بلادنا24″، أن الاستقبال الذي خص به الملك محمد السادس، رئيس الحكومة الإسبانية “بيدرو سانشيز”، هو مناسبة لتكريس الاتجاه المرتبط بالجانب السياسي من خلال التوافق حول قضية الصحراء المغربية، والموقف النهائي لإسبانيا الخاص بالحكم الذاتي لاعتباره آلية جدية لحل النزاع المفتعل.

وأضاف خالد شيات، أن هذا يعتبر منطلقاً لبناء الثقة حول المستويات الإقتصادية والسياسية، في حين أشار إلى أن هذا الإستقبال لديه دلالات رمزية كثيرة، لأنه ليس من عادات الملك محمد السادس أن يستقبل رئيس حكومة بهذه الحفاوة والأشخاص المحيطين به وبالشخصيات الأخرى، وبأهمية المواضيع التي أثيرت خلال اللقاء، فضلاً عن أهمية الظرفية التي رافقت وجود “سانشيز” بالمغرب.

وأشار إلى أن الدلالات كثيرة جداً، منها ما هو شكلي وما هو موضوعي، مبرزاً أن الجانب الأول يرتبط بالدعوة التي وجهها جلالة الملك الأعلى سلطة في البلاد، والذي أعلن عن استقبال رئيس الحكومة الإسبانية بالمغرب.

وأضاف، أن هذا الأمر يعطي أهمية من الناحية الشكلية بعد الرسائل المتبادلة، سواء على مستوى الخطاب المباشر الذي وجهه الملك بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب أو من خلال المكالمة الهاتفية.

وأوضح أستاذ العلاقات الدولية، أن هذه العلاقات تستقيم على أسس الشفافية والمسؤولية واحترام الجانب الإتفاقي بين المغرب وإسبانيا، وطبعاً في إطار الثقة التي يجب أن تجمع بين البلدين، ليضيف بأن هذه المبادئ والأسس هي التي أطرت من الناحية الشكلية لهذا اللقاء.

وأضاف، أن اللقاء يجمع في إطار اللجنة العليا المشتركة التي كانت مجمدة وتم تجاوزها السنة الماضية، وأعطي لها آنذاك تفسيرا يرتبط بأزمة كورونا، مشيراً إلى أن الأزمة كانت بسبب استقبال إسبانيا لزعيم الجبهة الإنفصالية، ابراهيم غالي، بطريقة لم تحترم الجوانب المبدئية.

وفي هذا الصدد، قال خالد شيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، أنه إذا كانت هناك خطوة أساسية وأولى في مسار العلاقات المغربية الإسبانية بعد هذا الحدث، فإنها ستكون من خلال زيارة رئيس الحكومة الإسباني للمغرب والوفد المرافق له.

وتابع المصدر ذاته في تصريحه لـ”بلادنا24″، أن القضايا التي يجب أن تثار، يجب أن تتأطر بالجانب المرتبط بأهمية استرجاع العلاقات المغربية الإسبانية لزخمها المعهود، خاصة مع الموقف الإسباني الأخير المرتبط بالحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب لاعتباره الأكثر واقعية والأكثر جدية لحل نزاع الصحراء، والذي يعد موقفاً رسمياً بالنسبة لإسبانيا في تاريخها مع علاقاتها مع هذه القضية ومع هذا المشكل المفتعل من طرف إسبانيا.

وأوضح أستاذ العلاقات الدولية، أنه على مستوى الجانب الموضوعي، هو تكريس العلاقات المغربية الإسبانية على المستوى الإقتصادي والتجاري والمالي، إذ كانت أهم النقط الأساسية في هذا اللقاء، لأن المغرب واسبانيا تجمعهما هذه العلاقة الإقتصادية المتينة، لاعتبار إسبانيا أول زبون وأول ممون للمغرب، وهذه الوضعية لم تتغير حتى في وضعية الأزمة التي وقعت بين البلدين.

وأشار شيات، إلى أن هناك جانب استراتيجي مرتبط أساساً بقضايا الهجرة والأمن ومكافحة الإرهاب، وأن المغرب عبر عن دعمه لإسبانيا في هذا المجال، مضيفاً أنه لا يمكن أن تكون العلاقات المغربية الإسبانية بعيدة عن هذا الجوار، وتبعات ذلك بدخول الخطوط البحرية بين البلدين بالجانب المرتبط بعملية مرحبا لهذه السنة والجوانب المرتبطة بدخول المهاجرين للثغرين سبتة ومليلية، خاصة القاصرين.

وخلص إلى أن المغرب عبّر عن حسن نيته باستعداده لاستقبال مجموعة من القاصرين الذين دخلوا هذين الثغرين وإلى اسبانيا عموماً، مع التأكيد على التعاون في مجال الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب وغيرها من المجالات.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *