نادية بالمعطي بلادنا24 |
اندلع يوم الأربعاء 15 يونيو المنصرم، حريق مهول بغابة “بوكربة”، الواقعة ضواحي مدينة تازة، ما أدى إلى خسارة مساحة ضخمة من الغطاء الغابوي، دون أن يخلف خسائر بشرية.
وحسب مصادر “بلادنا24” فإن الحريق اندلع بشكل مفاجئ، وفي ظروف غامضة لم يعرف سببها، فيما عزت مصادر أخرى أسباب اندلاع الحريق إلى الارتفاع المهول في درجة الحرارة التي تعرفها المدينة منذ أيام. وقد تم تطويق الحريق بعد تدخل ثلاث طائرات متخصصة في إطفاء الحرائق، إضافة إلى جهود أفراد ينتمون إلى قوات مختلفة.
سبل التصدي للحرائق الغابوية
تقدم النائب البرلماني أحمد العبادي، عضو فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، بسؤال موجه إلى محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، حول كثرة اندلاع الحرائق خلال فترة الصيف والتدابير المتخذة من قبل الوزارة.
واستفسر العبادي في سؤاله الحكومة حول التدابير المتخذة من أجل رصد وتصنيف درجات المخاطر التي تتهدد مختلف الغابات ببلادنا، ومدى كفاية الوسائل المتوفرة من أجل التصدي للحرائق الغابوية التي تتصاعد موسميا خلال كل صيف، مخلفة وراءها خسائر طبيعية وإيكولوجية واقتصادية واجتماعية.
كما تساءل النائب البرلماني حول “مدى نجاعة أنظمة الإنذار المبكر واستباق حرائق الغابات، وسبل تطوير التدخلات من حيث سرعتها وفعاليتها في مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة، وعن الإجراءات التي سيتم اتخاذها من أجل إعادة تشجير المساحات الغابوية المتضررة جراء حريق غابة بوكربة في إقليم تازة، ومثيلاتها في غابات أخرى بباقي مناطق بلادنا”.
استعدادات المغرب لمواجهة خطر حرائق الغابات
بجأ المغرب استعداداته لمواجهة خطر حرائق الغابات التي يمكن أن يشهدها خلال فصل الصيف، بسبب التغيرات المناخية، وارتفاع درجة الحرارة، حيث عقدت اللجنة الوطنية التابعة لقطاع المياه والغابات خلال شهر ماي المنصرم بالرباط، اجتماعا من أجل تدارس سبل الحد من الحرائق وتقديم الإجراءات الاحترازية المزمع اتخاذها خلال هذا الصيف، حسب ما أكده فؤاد العسالي، مدير المركز الوطني لتدبير المخاطر المناخية الغابوية، في تصريحاته الصحفية.
وحسب المتحدث ذاته، فقد عرضت اللجنة النتائج المتعلقة بتدبير الحرائق خلال سنة 2021 والبرنامج الوطني الذي سيتم على ضوئه تدبير الحرائق خلال صيف سنة 2022، موضحا “أن المغرب يتبع استراتيجية وطنية لمكافحة الحرائق على مستوى الغابات الوطنية والتي تنفذ بمعية القوات المسلحة الملكية ووزارة الداخلية والوقاية المدنية والدرك الملكي، والتي تأخذ بعين الاعتبار العوامل المسببة لهذه الحرائق، وكذا نسبة خطورة انتشار هذه الظواهر”.
كما أكد العسالي على أن “الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الحرائق، تمكن من الوقاية والتحسيس، عن طريق توفير جميع الوسائل الكاشفة لاندلاع الحرائق وتعزيز دوريات المراقبة والرصد، باعتبار أنه كلما تم رصد الحرائق مبكرا كلما تم التصدي لها في بداياتها”، موردا ” وبفضل البرامج الوطنية، تم تحقيق عدد من المكاسب على مستوى التحكم في حرائق الغابات والتي جعلت المغرب يسجل أقل معدل لضرر الحرائق إذا تم مقارنة وضعية المملكة مع دول البحر المتوسط”.
