تقرير: تنامي حالات التسمم الجماعي يُثير سؤال المراقبة على الوجبات الغذائية

بلادنا24 – نادية بالمعطي |

يشهد فصل الصيف من كل سنة، تزايدا في حالات التسمم الغذائي، والذي يكون غالبا بسبب غياب المراقبة و الحرارة المرتفعة. وتؤكد بعض التقارير الطبية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية على أن “التسمم الغذائي يحدث عندما يتناول الإنسان طعاماً ملوثاً، حيث تشكل درجات الحرارة المرتفعة البيئة المثالية للبكتيريا وتزايد الجراثيم في الأطعمة، مما يؤدي لارتفاع حالات التسمم”.

حالات التسمم في المدارس / الأسباب  

تعرف بعض المدارس، سواء العمومية منها أو الخاصة، وجود مطاعم داخلية، حيث يتم إعداد وجبات الإطعام المدرسي للمتعلمين من مختلف الصفوف والمستويات، وقد شهد المغرب في الآونة الأخيرة ظهور عدة حالات للإصابة بالتسمم الغذائي جراء تناول الطعام المقدم من طرف المؤسسات التعليمية، وآخرها ما وقع في مدرسة أوريز التابعة لمركز أكدز إقليم زاكورة، حيث تسمم ما يزيد عن 50 تلميذ وتلميذة، بعد تناولهم لوجبة الإفطار المقدمة لهم من قبل مطعم المدرسة المذكورة.

وفي هذا الصدد، أكد بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك بخصوص التسمم الغذائي عن طريق تناول وجبات الإطعام المدرسي في فصل الصيف، على أن “هناك مشكل المراقبة” وأضاف قائلا:” هناك غياب تام للمراقبة، حيث أن المطاعم التابعة للمؤسسات التعليمية لا تخضع لأية مراقبة ولا وجود لأي قانون يؤطر هذه المسألة بالذات “.

وقال الخراطي، إن ” الطباخين المحترفين وذوي الكفاءة، الذين كانوا يحترمون معايير الصحة والسلامة في الوجبات التي يقدمونها في مطاعم المدارس، أغلبهم وصلوا لسن التقاعد، مما جعل غالبية مدراء المدارس يعوضونهم بغيرهم من حراس أو مساعدين عديمي الخبرة في المجال، وهذا ما يتسبب في ظهور حالات التسمم في هذه المطاعم لأن القائمين عليها ليست لديهم أي خبرة في المجال”.

وفي تعداده لأسباب ارتفاع حالات التسمم، خصوصا في فصل الصيف وفي وسط التلاميذ، قال الخراطي  “ليس هناك نظام معروف لدى وزارة التعليم فيما يتعلق بالمطاعم التابعة للمؤسسات التعليمية سواء العمومية أو الخاصة، حيث لا يعقل أن يكون هناك مطعم جماعي يستفيد منه عدد كبير من المتعلمين والمتمدرسين، ولا يكون مرخص من طرف المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية ، إذ أن وزارة التعليم تشغل المطاعم المدرسية دون إشراك المكتب، وبالتالي هناك فوضى.. “.

الحلول المقترحة / ” الوجه المشروك عمرو مايتغسل”

حسب ما أكده رئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك، فإن مشكل ارتفاع حالات التسمم الغذائي، وخاصة في فصل الصيف، سواء في مطاعم المدارس أو في غيرها، ” لا يمكن أن يتم حله إلا عن طريق خلق مؤسسة وطنية تعنى بحماية المستهلك على الصعيد الوطني، إذ أنه في غياب وجود هذه المؤسسة سنظل نعاني كل سنة من تفاقم عدد هذه التسممات التي تؤدي في بعض الأحيان للوفيات في فصل الصيف وغيره من الفصول”.

كما أضاف الرئيس قائلا: ” وبالنسبة للتلاعبات والغش الذي يقوم به أًصحاب المطاعم الخاصة بالوجبات السريعة وغيرها، وكذلك المحلات التي تبيع المنتجات الغذائية بصفة مباشرة للمستهلك، سوف تظل تطور من تلاعباتها في ظل غياب مؤسسة وطنية لحماية المستهلك “، معبرا عن ذلك بقوله ” الوجه المشروك عمرو مايتغسل”.

 

هاشتاغ “سر مهني”

عرفت وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة الماضية، هاشتاغ مرعب تحت وسم “سر مهني”، يكشف من خلاله خروقات كثيرة تمس المستهلك المغربي، حيث تقوم فكرة الهاشتاغ على كشف ما يجري وراء كواليس المطاعم والمؤسسات الفندقية والشركات الصناعة الغذائية، والتي تمس المستهلك المغربي، وما يتعرض له من احتيال وغش، يهدد صحته وسلامته.

وكشف عاملون بمطاعم ومقاهي وشركات للصناعة الغذائية، عبر هذا الوسم، عن الغش الذي يتعرض له المستهلك، سواء من حيث ضعف شروط النظافة أو انعدامها في بعض المحالات، بالإضافة إلى استعمال مواد منتهية الصلاحية أو فاسدة، خاصة بالنسبة للحوم على رأسها الدجاج، الذي يكون أحيانا فاسدا ومتعفنا لكن يتم إعداده للاستهلاك.

وبخصوص هذا الموضوع، قال عبد الرزاق بوقنطار، رئيس جمعية حماية المستهلك بالمحمدية وعضو  مكتب الجامعة الوطنية في تصريحاته الصحفية، بأن ما يتم نشره عن طريق الوسم المذكور، يجب أولا التأكد من مصداقيته وصحة المعلومة المقدمة بشأنه، حيث أكد المتحدث أن ما يروج له بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، يمس بالدرجة الأولى المستهلك والاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن هناك عدة دخلاء يحاولون الترويج لمثل هذه المغالطات، لضرب الاقتصاد المغربي.

وفي السياق ذاته، قال الخراطي، إن :” كل من أراد أن يشتكي أو يقدم إفادات بخصوص وجود تلاعبات في بعض المطاعم أو الفنادق، ينبغي أن تكون لديه إثباتات، لأننا نصبح في تبليغات و إشاعات كيدية، حيث أن هناك من يبحث فقط عن تحقيق ما يسمى بالبوز، ويكون هدفه المس بسمعة الاقتصاد وبالسياحة الوطنية”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *