تقرير | الألعاب الالكترونية .. “الإدمان الجديد” هواية قد تنتهي بكارثة

بلادنا24_زينب الحريتي

عرفت الألعاب الالكترونية انتشاراً واسعاً في عدد من المجتمعات ،كونها تجذب جميع الفئات العمرية، وبالتالي لم تعد حكراً على الصغار، بل أصبح الكثير من الشباب مهووسين بها، فعلى مستوى العالم عرفت الأسواق إقبالاً كبيراً على الألعاب الإلكترونية، وخاصة في فترة الحجر الصحي بعد الأزمة العالمية لوباء “كورونا” المستجد، ومُلازمة الناس لمنازلهم لفترات طويلة، دفعت بهم إلى تبني عادات جديدة منها استعمال الأنترنت بشكل مفرط  و اللعب بالألعاب الإلكترونية في محاولة لتمضية الوقت، عادات يمكن أن تكون في البداية عادية لكن قد يتولد عليها إدمان يمكن أن يؤثر على مستعملها.

سعادة افتراضية

أدرجت منظمة الصحة العالمية الألعاب الالكترونية، ضمن نسختها الأخيرة من دليل تصنيف الأمراض التي سيبدأ تطبيقها هذه السنة، معتبرة الإدمان عليها اضطراباً صحياً، كون مدمنيها يضحون بأوقاتهم و مسؤولياتهم في سبيل البحث و الحصول على سعادة افتراضية قد تكون مفتقدة في حياتهم.

وتعرف منظمة الصحة العالمية الاضطرابات الناتجة عن اللعب،” نمط من سلوكيات اللعب، التي تتميز بضعف التحكم في ممارسة اللعب، وزيادة الأولوية التي تُعطى للعب على حساب الأنشطة الأخرى إلى حد يجعله يتصدر سائر الاهتمامات و الأنشطة اليومية”.

أضحت ظاهرة الإدمان على الألعاب الالكترونية اليوم واحدة من الظواهر المنتشرة في مجتمعنا، من منا لا يتذكر واقعة صفرو،حيت أقدم طفل على قتل أمه بعض رفضها اعطائه نقود لشحن رصيد الأنترنت لمتابعة لعبته.

 

اضطرابات نفسية:

وفي تصريح لحميد كريم، أخصائي نفساني بالمستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش، خص به “بلادنا24” ،قال: “إن  الإدمان بشكل عام هو الارتباط المرضي بتناول مواد معينة أو القيام بسلوكيات محددة من شأنها أن تشعر الفرد بقدر من المتعة والراحة التي تلي التخلص من التوتر الذي يحدثه غياب هده المادة أو هذا السلوك، حيث أن الإدمان على الألعاب الإلكترونية هو شكل جديد من أشكال الإدمان، أُدرج مؤخراً ضمن قائمة الاضطرابات النفسية تحت فصل اضطراب العادات ( trouble des habitudes) ضمن الدليل الإحصائي لتشخيص الأمراض النفسية و العقلية العالمي، الذي يشتغل به معظم الأخصائيين و الأطباء النفسيين في العالم ،و يشبه في تشخيصه الإدمانات التقليدية كالتدخين و المخدرات و الكحول.

وأضاف،قائلاً: “المادة  هنا تختلف و يصبح الإدمان سلوكي أي نتيجة تعلق نفسي ذهني  يغيب الإدمان الفسيولوجي كما في الإدمانات الأخرى ، القليل من المصابين من يستطعون الوعي بخطورة هذا الإدمان، بحيث أن الفرد يبني واقعاً افتراضياً خاص به ،عبر تركيز كل مصادر متعته في تلك التحديات التي يعيشها خلال اللعب، مع العلم أنه كل آمر يخرجه من هذا العالم الممتع يجعله ينتفض ويثور وقد يدخل في نوبات قد تؤذيه أو تؤذي من حوله.”

أما عن تأثير هذا الإدمان على سلوكات الفرد، قال :” هذه الإدمانات تؤثر بشكل كبير في ظهور سلوكات عنيفة ومرضية تدل على معاناة نفسية حادة و معيقة لسيرورة  الحياة العادية”.

وأكد ذات المتحدث،على أنه من الممكن مصاحبة حالات الإدمان اضطرابات نفسية، قائلاً:” قد يُصاحب هذا الإدمان في حالات كثيرة بعض الاضطرابات النفسية كالقلق العام الذي يؤثر بشكل كبير في الوظائف الفيزيولوجية والنفسية للفرد أو قد يعاني الفرد المدمن على الألعاب الالكترونية من بعض أعراض الاكتئاب نتيجة الاحباطات التي قد يعيشها أثناء اللعب أو الفشل المتوالي في تحقيق أهداف اللعبة إضافة إلى بعض اضطرابات السلوك”.

وختم حميد كريم ، قائلاً :”هناك تقارير دولية قليلة تؤكد انفجاراً كبيراً في ظهور العديد من الاضطرابات النفسية خلال الحجر الصحي ومن ضمنها الإدمانات بشكل عام والإدمان على الألعاب الالكترونية بالخصوص ، وذلك راجع للفراغ الذي عاشه الأفراد في هذه الفترة والضغوطات التي رافقت هذه المرحلة حيث أن اللعب هو سلوك يهدف للترفيه عن النفس إلا أنه يصبح مرضي عندما يدخل الفرد في دائرة ضغط-متعة-راحة-ضغط، يصبح سجيناً لهذه العلاقة ويصعب الخروج منها، وفي الكثير من الأحيان يحتاج إلى مختص لمساعدته على التخلص منها “.

 

 

 

 

 

 

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *