بورتريه | عائلة باطمة.. من الفن إلى تغيير “ملامح الوجه” ثم “الإجرام”

العربي باطمة، ورائعة مهمومة أخيي مهمومة، أو الصينية، ودقة تابعة دقة، تاريخ فني حافل، تاريخ لم يقل فيه العربي أنه علم المغاربة أصول الفن، كما قاله حديثو العهد بالفن، لكن بالفعل علم المغاربة الفن الجميل، والفن المؤثر الذي يحمل رسالة، ومن العربي إلى دنيا مرت عائلة باطمة، بصعود وهبوط في كل شيء، بدءاً من الفن وانتهاء بالاخلاق، وهذه قصة عائلة باطمة مع الشهرة.

 

العربي باطمة : الايقونة

رأى العربي باطمة النور سنة 1949 بقرية اولاد بوزيري، قرب السطات، ثم انتقلوا للدار البيضاء، عاش حياته ككاتب وشاعر وقائد أسطوري لفرقة ناس الغيوان التي ستبني عائلة باطمة أمجادها بأكملها على إرثه وتاريخه.

هذا الارث والتاريخ الذي خطّه بالرغم من العنف والألم كما يقول في مذكراته :” اسم أبي رحال، اسم جدي رحال، اسم أمي حادة.، الرحيل، الحدود، الحدة، أسماء تعني العنف والألم وعدم الاستقرار، هكذا كانت طفولتي رحيلا بين الدار البيضاء والقرية، عشت بين الشك واليقين، وفي كل مرة، كنت أسأل نفسي، وأجد الحكمة تطفو فوق كل التساؤلات: المهم، ولا شيء مهم إلاّ أنا”.

غير الفن والسينما والمسرح، خلّد العربي عبقريته في جزأين من سيرته الذاتية، الأول بعنوان الرحيل، والثاني أنهاه قبل أسابيع من وفاته بعنوان الألم، وتمكن العربي من بناء إرث استغله كل من شقيقه حميد باطمة، ثم خنساء باطما وطارق باطمة، وأخيراً دنيا باطمة، وكل هؤلاء كانوا دائما ينهلون ممّا خلفه الراحل من سمعة طيبة على المستوى الفني، مهدت الطريق أمامهم ليصلوا إلى ما وصلوا إليه.

 

محمد باطمة رائد لمشاهب وأبناءه على دربه

محمد باطمة شقيق العربي، الذي كان هو الآخر فناناً وشاعراً، ترك بصمته في فن السبعينات والثمانينات، وأسس رفقة آخرون مجموعة لمشاهب، وهي فرقة غنائية تشبعت بناس الغيوان، لكن العربي الباطما كان يعتبر شقيقه محمد أزجل منه حين كان يقول :” محمد أزجل مني”.

ورغم أن العربي كان يرفع من أخاه، لكن الأول يضل الأفضل والأقرب إلى قلوب المغاربة، ولو أن الثاني لا يقل عن العربي إبداعاً وفناً، كما أنه لم يعط فقط لفرقة لمشاهب، بل وزّع أشعاره على مسناوة، وناس الغيوان وكل فرقة ثورية تغني للضعيف والمستضعف.

 

طارق وخنساء، أبناء أبيهما محمد، اللذان سارا في المجال الفني ببطء لكن باحترافية، بعيداً عن البوز، حيث يحاول كل منهما تلمس طريقهما مع الحفاظ على إرث العائلة، والذي بدأ يضيع مع فضائح عائلة حميد باطمة وبناته ابتسام ودنيا.

 

دنيا  : من نجومية الصوت إلى نجومية الفضائح

 

لم تكن دنيا باطمة في بدايات مشوارها الفني، سليطة اللسان، أو فنانة فضائح، أحبها الجمهور المغربي في البداية عبر استوديو دوزيم، ثم لاحقاً الجمهور العربي، عبر برنامج آراب ايدول، واستمرت لمدة وهي تعتمد في نجوميتها على صوتها، لكن الأمر  تحول مع توالي الفضائح، وتغير شكلها، من دنيا الإنسانة إلى دنيا الدمية بسبب كثرة عمليات التجميل والنفخ والشد.

بدأت دنيا في لفت الانتباه بعد زواجها من الترك كزوجة ثانية، ثم حربها مع الزوجة الأولى، مرسخة بذلك فكرة حرب الضرة، وانتقلت بعدها للحرب مع إبنة زوجها التي قالت عنها أنها تعتبرها ابنتها، وبعدها سينسى العالم العربي أن دنيا مغنية، وسيصبح إسمها مرتبطاً إما لعمليات التجميل، أو الفضائح الاخلاقية وعلى رأسها قضية حمزة مون بيبي، واعتقال والدها حميد باطمة في حالة سكر طافح بمراكش، ثم اعتقال شقيقتها في عصابة حمزة مون بيبي.

 

إرث باطما من الرقي إلى الحضيض

 

بمجرد أن تذكر إسم باطما، أو ترقنه في محرك البحث غوغل، فلا أحد وحتى محركات البحث ستتذكر إسمي العربي أو محمد، ومباشرة ستقفز في محركات البحث جمل المساعدة، وبجانب باطما يكتب فضيحة، أو إعتقال، أو عمليات تجميل.

وحين تسمع إسم باطمة فإن ما يقفز مباشرة لذهنك هي باطمة وشقيقتها ابتسام وصورهم التي تغزو مواقع التواصل الاجتماعي، ولا أحد الآن يتذكر أن إسم باطمة كان يوماً مرادفا لأغاني الصينية، ودقة تابعة دقة، والعديد من الأغاني الأخرى.

 

 

 

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *