بودن لـ”بلادنا24″: موقف قيس سعيد ناتج عن انبطاحه أمام ضغط الجزائر وابتزازها

قال محمد بودن، المحلل السياسي، إن استقبال الرئيس التونسي، قيس سعيد، لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي، على أراضيها، أمس الجمعة، “يضع العلاقات المغربية التونسية على المحك”، مشيرا إلى أن “استدعاء السفير يمثل درجة من درجات الاحتجاج الديبلوماسي المتعارف عليه في القوانين والأعراف الديبلوماسية، كما أنها تعبر على أن مسافة الخلاف أصبحت واضحة بين البلدين في ظل التراكمات الحالية التي عززتها الكثير من التصرفات التونسية المعادية للمصالح العليا المغربية”.

وأضاف بودن في تصريح لـ”بلادنا24“، أن هذه التصرفات التونسية “خاصة على مستوى عدم التجاوب مع الدعوات المغربية لبناء علاقات ثنائية متكافئة، وأيضا استكشاف مجالات للتعاون، فضلا عن دعوة المغرب لتونس من أجل إحياء الفضاء المغاربي، والتصويت غير الودي لتونس بالامتناع في مجلس الأمن على القرار الأممي 26.02 المتعلق بالصحراء المغربية، فضلا عن جلوس الرئيس التونسي إلى جانب زعيم الكيان الوهمي في بلد مجاور، وانضاف إلى هذا، الاستقبال الرسمي المرتبك لزعيم الكيان الوهمي في تونس”.

وأردف المتحدث، أن “اليابان باعتبارها الطرف الشريك في مبادرة تيكاد-8 لا تعترف بالكيان المزعوم ولن تستدعيه، وبالتالي فأعتقد بأنها تراكمات من تصرفات غير صديقة تجاه السيادة المغربية ومحاولة لإطفاء الشرعية على كيان مزعوم بمساعدة من الجزائر”، مبرزا أن تونس قد تكون واقعة “تحت الضغط والابتزاز، خاصة وأن هناك انحياز واضح من طرف تونس نحو الجزائر، وكأن تونس ممنوعة من التعاون مع المغرب، سواء على مستوى القضايا الثنائية، وعلى مستوى القضايا الإقليمية”.

وأبرز المحلل السياسي في تصريحه، أنه “في حالة عدم تخلي تونس عن هذا الموقف، ستخلق سيناريوهات جديدة وصراع قوي وعدائي بين البلدين، مردفا بالقول: “أعتقد بأنه سيكون بطبيعة الحال الباب مفتوحا أمام قرارات أخرى مكلفة في الحقيقة ولها انعكاسات على العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين، كإعادة النظر في الاتفاق المتعلق بالتبادل الحر بين البلدين سنة 1999، وكذلك قد يشمل تجميد أطر التعاون، كاللجنة العليا المشتركة. والحقيقة أن المغاربة لم يكونوا يتوقعون بطبيعة الحال أن تكون البوابة التونسية مصدرا لهذا التوجه العدائي”.

وشدد محمد بودن، على أن المغرب “حرص طوال هذه الفترة على استخدام اللغة الدبلوماسية الهادئة والمحنكة تجاه تونس، لكن يظهر بأن الأخيرة وقعت في مأزق حقيقي، واتخذت هذا الموقف المكلف، والذي طبعا بدأت الكثير من وجهات النظر التونسية تعارضه وتقدم فيه قراءات نقدية”.

وزاد المصدر أنه يعتقد بأن “المنظور المغربي للأزمة يعتمد بطبيعة الحال على التدرج، وهذا كان معمولا به أثناء الأزمات الدولية الكبرى، كألمانيا وإسبانيا، وبالتالي أعتقد بأنه في حالة عدم أخد تونس بعين الاعتبار على أن قضية الصحراء المغربية هي المقياس والمعيار والنظارة التي تحدد النظرة الإيجابية لأي بلد من منطلق خطاب جلالة الملك محمد السادس، فأعتقد بأنها ستكون قد غامرت بعلاقاتها مع المغرب، وقررت الانبطاح أمام الضغط والابتزاز الجزائري، وأيضا التخلي عن دورها التاريخي، فتونس يظهر بأنها تبتلع نفسها ديبلوماسيا”، على حد تعبيره.

حنان الزيتونيمتدربة 

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *