معاد بودينة لم تمر إلا سنة واحدة على تنصيب الحكومة الجديدة وتولي عبد اللطيف ميراوي، الوزير “البامي” لمنصبه كوزير للتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، حتى شهد القطاع في عهدته عددًا كبيرًا من الخروقات التي جعلته محط انتقادات كثيرة.
عبد اللطيف ميراوي يؤسس لنظام “الولاءات” و “التجسس” داخل وزارة التعليم العالي
علمت “بلادنا24“، أن عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عين الشهر المنصرم، حسن الگازوزي، مديرا بالنيابة للموارد البشرية، وذلك باقتراح من عبد الفتاح ولد النعناع، صديق طفولة الوزير والمفتش العام بالنيابة “الدائم” للوزارة منذ شهر فبراير الماضي، ومستشار ميراوي في ديوانه منذ قدومه إلى الوزارة.
ويأتي تعيين المدير الجديد للموارد البشرية بالنيابة، القادم من المفتشية العامة، في إطار ما صار يسمى بـ”النهج التجسسي”. والذي فرضه الوزير وصديقه القادم من المجلس الأعلى للحسابات على الوزارة، حيث يتناقل مسؤولو القطاع بعض السلوكيات التي أسسا لها. بالإضافة لرئيس الديوان، سعيد مفتي، والتي تتنافى وقوانين الحرية والخصوصية، من قبيل ملاحقتهم وتتبع تحركاتهم وإشاعة أن المكالمات الهاتفية لجميع المسؤولين تحت مراقبة الوزير وفريقه، وأن الأجهزة الأمنية والمصالح القضائية للدولة تثمن طريقة عملهم.
وحسب مصدر مأذون من داخل الوزارة، فإن تعيين حسن الگازوزي، الذي سبق أن أسند له ميراوي مهمة تفتيش مديرية الموارد البشرية بعد إعفاء مديرتها، يندرج في إطار “التمويه”. حيث يسعى الوزير إلى تعيين مقرب آخر له ولرئيس ديوانه، على رأس المديرية المذكورة، والذي يزاول حاليا كمستشار بالديوان.
وقد شهدت الوزارة، منذ مجيء عبد اللطيف ميراوي، حملة إعفاءات واسعة في ظل ما يعرف بتصفية تركة الوزير السابق، تلتها حملة تعيينات بالجملة للأصدقاء والمقربين، وهو ما خلق حالة من الاستياء بين فاعلي القطاع.
مباراة منصب مدير “ENCG” بالجديدة تضع ميراوي في مرمى انتقادات الأساتذة المترشحين
عرفت مباراة منصب مدير المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالجديدة، تقديم طعون من قبل الأساتذة المتبارين حول هذا المنصب، لوزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي.
وعبر عدد من المترشحين عن استياءهم من الظروف التي مرت بها مختلف مراحل هذه المباراة، والتي شهدت“هيمنة” عضو واحد فقط من اللجنة فيما اكتفى بقية الأعضاء بالملاحظة.
واعتبر الأساتذة المتبارين أن ماحدث هو عبارة عن “خروقات وفساد واضح يناقض النصوص القانونية المتعلقة بالمسطرة، ويتعارض مع التوجه العام للدولة المغربية، ولاسيما في تكريس مبادئ المساواة وتكافؤ الفرص والاستحقاق والشفافية في مناصب المسؤولية، والتي كرسها الفصل 31 من الدستور المغربي”.
وأفاد أحد الأساتذة المتبارين على منصب مدير “ENCG” أنه قدم ملفا متكاملا استدعي لأجله في مقابلة اللجنة المشرفة على ترتيب الترشيحات، حيت وصف أجواء مرور المقابلة بـ”غير العادية”، وذلك بتلقيه لعدد من الأسئلة الخارجة عن نطاق موضوع الترشيح، وتعرضه في الآن نفسه لما اعتبره “استفزازا” متواصلا، خاصة من طرف رئيس اللجنة الذي يشتغل بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالدار البيضاء.
وبحسب ما صرح به الأساتذة المتبارين في هذه المباراة، فقد “كان على رئاسة الجامعة تفادي هذه السقطة الأخلاقية وضمان المنافسة الشريفة التي ينادي بها الجميع”.
وجدير بالذكر، أن المباراة تمت في تاريخ 23 يوليوز الماضي، وبالضبط في مقر رئاسة جامعة شعيب الدكالي بالجديدة.
وهكذا فإن الأساتذة ينتظرون من الوزير عبد اللطيف ميراوي أن يتدخل ويلغي هذه المباراة تجسيدا لمبادئ المساواة وتكافؤ الفرص والاستحقاق والشفافية التي أقرها الدستور المغربي في الفصل 31 منه.
بعد فرض رسوم التسجيل بكلية علوم التربية “الضارب” في مبدأ مجانية التعليم.. برلمانية تسائل الميراوي
وجهت فاطمة التامني، النائبة عن فيدرالية اليسار بمجلس النواب، سؤالا كتابيا إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عبد اللطيف ميراوي، حول فرض كلية علوم التربية التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط رسوم تسجيل على الراغبين في الدراسة في سلكي الإجازة و الماستر.
وقالت النائبة عن تحالف فيدرالية اليسار، إن هذا الإجراء يعد ”مناقضا للخطاب الرسمي للدولة الهادف إلى النهوض بالتعليم والعاملين به” بحسب سؤال النائبة.
وأضافت فاطمة التامني في سؤالها، أن هذه الرسوم تشكل عبئا على الطلبة المطالبين برسوم أخرى مثل التغدية والنقل، وكذلك بالنسبة للموظفين الذين يرغبون في استكمال الدراسة والذين يتمتعون بأجور هزيلة، بحسب سؤال النائبة داخل مجلس النواب.
و اعتبرت النائبة البرلمانية، أن فرض الرسوم ”ضرب للمجانية ولمبدأ التشجيع والتحفيز”، مشيرة أن كلية علوم التربية بإجرائها هذا ” تعمل على الحد من الولوج إلى مجتمع المعرفة، والرقي بالأداء التربوي للبلاد”.
هذا وأثار إعلان منسوب لكلية علوم التربية يضم إخبارا بضرورة أداء رسوم خاصة بالتسجيل من أجل الدراسة سواء بسلك الماستر أو الإجازة، ردود أفعال متباينة، حيث جاء في الإعلان أن وثائق التسجيل يجب أن تضم وصل الأداء، وهو ما اعتبره الكثير من الفاعلين التربويين ضربا لمبدأ مجانية التعليم.
قضية “تضارب مصالح” ميراوي تصل البرلمان.. وحزب بنعبد الله يطالبه بالاستقالة
تقدم فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب في وقت سابق، بطلب تناول الكلمة حول موضوع “مدى حقيقة مانشرته بعض الصحافة من معلومات ووثائق تثير شبهة وقوع وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، في موضع تضارب مصالح”.
واعتبر الفريق النيابي، في طلبه الذي تقدم به يوم الاثنين 4 يوليوز المنصرم، أن الوزير عبد اللطيف ميراوي، منذ انتشار الخبر، “لم يصدر أي توضيح أو تكذيب أو تعليق أو تفسير، وحتى وزارته، معتبرة أن هذا المجال فرصة للوزير المعني من أجل تقديم التفسيرات اللازمة، خاصة وأن الأمر يتعلق باتهامات للميراوي، كونه تلقى أموالا من جامعة أجنبية، مقابل تأثير محتمل في طبيعة السياسة العمومية المرتبطة بقطاع التعليم العالي”.
وأضاف التقدم والاشتراكية، أن الأمر يتعلق بـ”ضرورة تلازم ثنائية الحرية والمسؤولية، لدى الصحافة الوطنية، وأن أي خبر ذي دلالات هامة وخطيرة، يستلزم استخلاص الخلاصات الضرورية، ومنها ضرورة استقالة الوزير المعني”.
وفي ذات السياق، وجه ذات الفريق طلبا لرئيس لجنة التعليم والثقافة والاتصال، يقضي بعقد اجتماع للجنة في أقرب الآجال، بحضور الوزير المعني، وذلك لمناقشة ذات الموضوع.
عبد اللطيف الميراوي يخضع لضغوطات من أجل الترخيص لشقيق وهبي بإقامة كلية طب خاصة
قالت مصادر “بلادنا24“، إن حميد وهبي، شقيق وزير العدل عبد اللطيف وهبي يهيء لإنشاء كلية طب خاصة، ويرغب في الحصول على ترخيصها بمبدأ أنه يملك شركة أدوية، ويعتبر فاعلا مهما بالقطاع الصحي، حيث زادت المصادر أن المكان الذي اختير ليضم الكلية المنتظرة يوجد في أكادير.
وأضافت المصادر ذاتها، أن البحث عن البقعة الارضية المخصصة لكلية الطب بدأ مباشرة بعد تعيين الميراوي وزيرا للتعليم العالي باسم حزب الاصالة والمعاصرة الذي يترأسه عبد اللطيف وهبي، شقيق حميد وهبي.
وأبرزت المصادر نفسها، أن الوزير ضغط بشكل قوي على عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وزميله في الحزب، من أجل الترخيص لأخيه، حميد وهبي، البرلماني السابق عن الأصالة والمعاصرة بدائرة أكادير إداوتنان، من أجل إقامة مشروع كلية الطب.
وتساءلت مصادر “بلادنا24” عن مصير مشروع تابع لجامعة محمد السادس الدولية ببنجرير والذي ينحو منحى كلية الطب، وتسعى بعض الجهات لإفشاله.
ميراوي يستدعي صديقا له من فرنسا لترأس مؤسسة عمومية تحت وصاية الوزارة
علمت “بلادنا24” من مصادر موثوقة داخل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، أن الوزير عبد اللطيف ميراوي، يتجه إلى تعيين صديقه، امحمد دريسي، القادم من فرنسا، مديرا للوكالة الوطنية لتقييم جودة التعليم العالي والبحث العلمي، التي تخضع تحت وصاية الوزارة.
ويشغل امحمد دريسي، الحامل للجنسية الفرنسية إلى جانب ميراوي، حاليا، منصب مدير بالنيابة للمعهد الوطني للعلوم التطبيقية بمدينة رين بفرنسا، حيث خلف ميراوي على رأس المعهد، على إثر تعيين هذا الأخير وزيرا بالمغرب.
وسبق لميراوي أن قاد المعهد الفرنسي لمدة عشر أشهر (2021-2020) ، بعد خلافته، هذه المرة، لصديقه دريسي الذي تربع على رأسه لمدة عشر سنوات، من 2010 إلى غاية 2020.
كما تشير مصادر “بلادنا24“، إلى أن الوزير طلب من صديق آخر له، تعود على حضور لجن الانتقاء التي يضعها ميراوي، والذي سبق له أن ترأس جامعة عمومية، ويشغل حاليا منصب مستشار بجامعة خاصة بالرباط، (طلب منه) ترأس لجنة مباراة الوكالة الوطنية لتقييم جودة التعليم العالي والبحث العلمي، قصد تسهيل عملية تنصيب دريسي، وفق المعايير التي يراها الوزير مناسبة.
يذكر أن صديق الوزير الذي عهد إليه ترأس لجنة انتقاء مدير الوكالة، هو نفسه الذي كلفه بتسيير لجنة انتقاء رئيس جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، والتي تعرف لغطا استثنائيا. حيث عمد ميراوي إلى فرض مرشحه، أحمد مشطاشي، ضدا على قرار اللجنة التي وضعته في آخر القائمة.
هذا، وتعالت خلال الفترة الأخيرة، أصوات تنادي بوقف سياسة “التبليص” التي نهجها ميراوي منذ قدومه. حيث عمد أولا إلى إعفاء كل من يتولى منصبا حساسا بالوزارة، وتثبيت أصدقائه ومقربيه بعد ذلك. ملوحا بشارة الكفاءة ومتبنيا خطاب النزاهة والشفافية.
سابقة: 50 مليونا من أجل تلميع صورة الوزير عبد اللطيف ميراوي
في سابقة من نوعها، أقدم عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، على تنظيم لقاءات تواصلية مع الصحافة، بتاريخ 26 أبريل المنصرم، قصد “تقاسم التوجهات الكبرى للإصلاح البيداغوجي المزمع أجرأته في إطار المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار”، كما جاء في نص بلاغ الوزارة.
لكن، وفق ما أفاد به مصدر عليم لـ”بلادنا24”، أن ميراوي عهد إلى الصحفي المعروف (ع.ت)، الذي يشتغل بقناة عمومية، وسبق لهما الاشتغال معا في لجنة النموذج التنموي، أن يستدعي الصحفيين، ويحدد محاور اللقاء الصحفي، ويتقاسمها معهم، بهدف تلميع صورة الوزير الذي يعيش على وقع انتقادات مستمرة، بفعل فشله في تدبير عدد كبير من الملفات المطروحة أمامه. آخرها ملف الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا.
ويضيف مصدر “بلادنا24“، أن عبد اللطيف ميراوي، منح للصحفي المذكور، مقابل المهمة التي طلبها منه، قيمة مالية قدرها 500 ألف درهم، على شكل قسيمة شراء، ومن ميزانية الوزارة، موزعة على شطرين لتفادي المراقبة المالية.
يذكر أن اللقاء الصحفي الذي عقده الوزير ميراوي، وفرض خلاله على رؤساء الجامعات حضوره. كان مناسبة لتبرير قراراته “المزاجية” و”المثيرة للجدل” والقاضية بإلغاء نظام الباشلور، وإلغاء مشاريع المؤسسات الجامعية التي تم إطلاقها خلال ولاية الوزير السابق سعيد أمزازي. بالإضافة إلى قرارات الاستغناء على المديرين المعينين خلال الولاية الحكومية السابقة.
بلادنا24 – معاد بودينة |
إقرأ أيضا.
ما الذي يحدث داخل وزارة التعليم العالي”.. عبد اللطيف ميراوي يعفي كاتبته الخاصة.
مسؤول نقابي لـ”بلادنا24″: مطالبنا مستعجلة.. وميراوي يؤجل اجتماعنا معه كل مرة.
الكونفدرالية الديمقراطية للشغل تدين محاربة العمل النقابي داخل وزارة الميراوي.
ميراوي يتجاهل مرة أخرى القانون الإطار لأسباب شخصية.
بعد ادعاء ميراوي حل مشكل طلبة أوكرانيا.. إضراب عام يشل المعاهد والمدارس الهندسية.
بعد تراجع صديقه “الفرنسي” عن ترشيحه. ميراوي يعين ابن بلدته رئيسا لجامعة فاس.
رؤساء الجامعات يقاطعون ميراوي ويستنكرون “مزاجيته” وقراراته الانفرادية.
استمرارا في حملة إعفاءات “غير مبررة”.. ميراوي يعفي رئيس جامعة فاس.
رئيس ديوان ميراوي بصفة “شبح” يحضر اجتماع رئيس الحكومة.
نقابة التعليم العالي تلوح بورقة مقاطعة الدخول الجامعي في وجه الميراوي.
