بعد التحركات الجزائرية .. محلل لـ”بلادنا24″ : “مازال خصوم المملكة يسترزقون بالقضية الفلسطينية”

مازالت العلاقات بين الرباط وتل أبيب، متواصلة في تطورها، من خلال الاتفاقيات الأمنية والاقتصادية، وكذا جني المكاسب الكبرى التي سيتيحها التعاون الثنائي، حفاظا على مصالحه الاستراتيجية، ولو أن هذا التحالف جر وسيجر مجموعة من الانتقادات الإقليمية التي لن تكف على اتهام المغرب بمناصرة تل أبيب، والتخلي عن المواقف التي يجددها في مناسبات عدة، كونه داعم قوي للقضية الفلسطينية، ومتمسك بمؤازرته للشعب الفلسطيني.

إلا أن المغرب يحرص دائما على إيضاح سياسته الخارجية، اتجاه النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، ويبدي مواقفه السيادية إزاء العدوان المتواصل، الذي تمارسه اسرائيل في حق المواطنين الفلسطينيين، الذين يقبعون في الاحتلال والحصار، لتحظى القضية الفلسطينية باهتمام ورعاية الملك محمد السادس، التي يسعى بمناصرتها إلى الحفاظ على مواقف الرباط المعتدلة بين الطرفين، من أجل لعب دور الوسيط في القضية ، والتي ستمكنه من الظفر بمكانة لاعب إقليمي مؤهل لفك النزاعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.

 

وفي هذا السياق، قال حسن بلوان، خبير في العلاقات الدولية، ومتخصص في قضية الصحراء المغربية، في تصريح ل”بلادنا24″ إنه وبعد أزيد من عام على استئناف العلاقات بين المغرب و اسرائيل، لا يزال خصوم وأعداء الوحدة الترابية يسترزقون بالقضية الفلسطينية، ويلوحون بمسألة التطبيع، كلما استجد الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، لافتا إلى أن استئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية ليس تطبيعا كما هو متداول في المشرق، وانما لعب فيه اليهود المغاربة دورا كبيرا في إعادة إحياء الصلة مع وطنهم الأم، ومذكرا في الآن ذاته بأن اليهود المغاربة يدافعون على القضية الوطنية و يتمسكون بمقدسات المملكة.

 

ويعتبر حسن بلوان أن المغرب يلعب دورا أساسيا في حل القضية الفلسطينية، على اعتبار أنه يرأس لجنة القدس الشريف، في شخص الملك محمد السادس، ثم إنه يتمتع بعلاقات تاريخية، قوية ومتينة، مع السلطة الوطنية الفلسطينية، ومع باقي الفرقاء الفلسطينيين، ومستطردا “ويمكن أن يلعب دورا أساسيا في تسوية القضية الفلسطينية”، زمضيفا أن المغرب احتضن مجموعة من المؤتمرات الداعمة للقضية الفلسطينية، وتابع “ومن المعلوم أيضا أنه، حكومة وشعبا، كان مسرحا لأكبر المسيرات التضامنية مع القضية الفلسطينية.

 

وفي نفس النسق، أكد المتحدث نفسه أن دعم القضية الفلسطينية ثابت ومحوري، وليس كما تفعل بعض الدول من خلال استرزاقها بالقضية، أو مهاجمة خصومها، من خلال توظيف هذه القضية الحساسة بالنسبة للمغاربة، معتقدا أن أن قرار المغرب القاضي باستئناف علاقاته مع اسرائيل يعد قرارا سياديا يخص سياسته العمومية، وتابع “ومن حق المغرب أن يعيد ضبط علاقاته الخارجية، وأعتقد أن خصوم الوحدة الترابية جن جنونهم بعد هذه الخطوة، التي أعادت قلب التوازنات الإقليمية رأسا على عقب، على اعتبار أن المغرب استفاد من التكنولوجيا، سواء من اسرائيل، أو من دول إقليمية أخرى خاصة تركيا، وكذلك الدور الفعال الذي تلعبه القوى الإقليمية، خاصة فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية”.

 

ومن هذا المنطلق، ذكر بلوان بأن استئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية هو خطوة ثلاثية الأبعاد، خاصة وأن برعاية رسمية تضمنها الولايات المتحدة الأمريكية، ومضيفا أن أمريكا تعد الضمان الضامن لاستئناف العلاقات، ومعتقدا في نفس السياق، أن المغرب جنى مجموعة من المكاسب الديبلوماسية، خاصة فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، ولافتا إلى رسالة الملك محمد السادس إلى رئيس السلطة الفلسطينية، التي تؤكد أن كلا من القضية الفلسطينية وقضية الصحراء المغربية هما قضيتا الشعب المغربي، ولا يمكن أن يفرط في قضية الشعب الفلسطيني، وخلص بلوان إلى أن دعم المغرب لهذه القضية تابث، و بعيد عن البروباغندا الإعلامية، والمزايدات السياسية التي تمنحها دول الجوار، خاصة الجزائر التي تروج لمجموعة من الأكاذيب، بأن المغرب تخلى عن القضية الفلسطينية من أجل كسب قضية الصحراء.

 

 

 

 

 

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *