انهيار الأسهم بشكل مخيف ببورصة نيويورك.. الكتاني لـ”بلادنا24″: سيؤثر سلبا على الاقتصاد الوطني

بعد مخاوف عاشتها السوق الأمريكية مجددا جراء الحرب الروسية الأوكرانية، عرفت بورصة نيويورك، هبوط الأسهم بشكل مخيف، بحيث كل المؤشرات كانت حمراء، ما يحيل الذاكرة على استرجاع ما حصل مرتين وشكل أزمة اقتصادية ترسخت في تاريخ أمريكا، أزمة 1929 وأزمة 2008.

ومن أجل الوقوف على توضيحات أكثر، أجرت “بلادنا24” حوارا مع عمر الكتاني، المحلل والخبير الاقتصادي، والذي سيقربنا أكثر خلال هذا الحوار من معالم هذه الأزمة.

ماذا حدث مجددا لبورصة أمريكا، بعدما أصبحت كل المؤشرات حمراء؟

‎ما حدث ببورصة الولايات المتحدة الامريكية، ربما يدخل في إطار المعتاد، فليس غريب أو جديد على أمريكا. فاليوم، كان هناك ارتفاع في سعر الفائدة يمكن اعتباره الخامس لحد الآن، وظاهرة التضخم كانت متوقعة من بعض الخبراء الاقتصاديين، وأنه كان ليس بالشكل الذي وقع الآن، لأن ما يقع الآن في الاقتصاد الأمريكي ينبئ بأيام سيئة في المجتمع.

إن التضخم وارتفاع قيمة الدولار، يعدان عنصران لتقلص الصادرات الأمريكية نحو أكبر سوق، وهي السوق الأوروبية، فما ربحت أمريكا في الأزمة من استثمارات أجنبية، ومن ارتفاع فرص الشغل، ستخسره في مؤشرات التضخم، وهذا نتاج عن تمويل الحرب في أوكرانيا من طرف أمريكا، ونتاج للحرب الاقتصادية بين أمريكا والصين خاصة، ومن جهة أخرى، دول البريكس بشكل عام، إضافة إلى الانقسام الحاد في المجتمع الأمريكي الذي يحصل الآن بين التيار اللاديني الديموقراطي مع بايدن، والتيار الجمهوري مع ترامب.

هل سيتكرر سيناريو الأزمات الاقتصادية العالمية لسنة 1929 وسنة 2008؟

لا يبدو النظام المالي الأميركي اليوم كما كان عليه قبل الانهيارات السابقة، وهذه العلامات مألوفة تدل على وجود تخوف في بورصة وول ستريت، مثل وجود أيام يكون التداول فيها جامحا بلا نتائج حقيقية، وتقلبات أسعار مفاجئة، وشعور لدى كثير من المستثمرين بأنهم تحلوا بحس زائد من التفاؤل التقني، وهذا ينبئ كثيرا بخطورة وضع الدولار على المدى المتوسط بعد مقاطعته التدريجية من طرف دول البريكس، إذ ان قيمة العملة ليست في انخفاضها أو ارتفاعها، بل قوتها في استقرارها، وهذا ما يغيب عن أمريكا حاليا.

كيف يمكن أن يؤثر هذا الانهيار على الاقتصاد الوطني؟

ما حصل بأمريكا طبيعي أن يؤثر على بعض البلدان، وهذا معناه أن الاقتصاد العالمي يتأثر، وارتفاع التضخم لن يقتصر فقط على أمريكا، بل سيمر إلى أوروبا أيضا، وبعض دول العالم النامي، وسيدفع إلى المزيد من انكماش الاقتصاد الآسيوي حول المنطقة الآسيوية وانعزاله على الاقتصاد الغربي، والمزيد من الانخفاضات في النمو الاقتصادي في أوروبا وانعكاسه كذلك على الطلب في السوق الأمريكية، وبالتالي هذه كلها مؤشرات لأزمة عالمية مالية اقتصادية واجتماعية في العالم، ما قد يؤثر سلبا على الاقتصاد الوطني كذلك.

بلادنا24حنان الزيتوني

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *