رمضان كريم
رمضان كريم
رمضان كريم

الهجرة الموسمية تساهم في تمكين اقتصادي أكبر للمستفيدات (دراسة)

“الهجرة الموسمية” أو “الدائرية”، هي واحدة من أشهر أشكال الهجرة المنتظمة في المغرب، وتهم العمال الموسميين المغاربة في إسبانيا. ويمكن أن تؤدي هذه العملية، في بعض الأحيان، إلى “العجز” على مستويات مختلفة، ولهذا الغرض، وضع مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، مجموعة من التوصيات لمعالجة هذه المشكلات.

وقدم مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، توصيات جديدة بخصوص الموضوع، من خلال دراسة تحت عنوان: “الهجرة الدائرية والوساطة: الدروس المستفادة من تجربة العمال الموسميين المغاربة في إسبانيا”، وهي تهتم بشكل خاص بمسألة دعم وإعادة دمج العمال والعاملات في إسبانيا، خصوصا الموسميات.

وتسلط الدراسة الضوء على سلسلة من التحديات التي تواجهها المهاجرات، بما في ذلك الشمول المالي، ونقص الدعم من أجل قابلية التوظيف، والأنشطة المدرة للدخل، ودعم المستفيدات من النساء لتشكيل مجموعات أو تعاونيات أو جمعيات.

كما تبرز الدراسة، بشكل خاص، أهمية وضع تدابير لإعادة الإدماج الشاملة، وهي “التحضير للنظر في إمكانيات ما بعد الهجرة، والتوجيه والتدريب المهني مع سن اتفاقيات العمل، والتعاون والارتباط بين بلدان المنشأ والمقصد، وإصدار شهادات العمل، وإمكانية النقل، والاعتراف بالكفاءات”.

وبحسب الدراسة، فقد مر تطور عدد العاملات الموسميات في إسبانيا بفترات مختلفة. وبدأ البرنامج الأول بـ5000 امرأة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وارتفع إلى17 ألف عاملة في سنة 2009. ومن ناحية أخرى، انخفض العدد بشكل كبير بعد وصول الأزمة الاقتصادية في أوروبا، ووصل إلى 2000 عاملة مغربية فقط. ومع ذلك، استمرت العودة من سنة 2017، وبذلك سجلت 150 ألف مستفيدة، قبل انخفاضها الجديد خلال فترة وباء كورونا.

وأفادت المنظمة الدولية للهجرة، أن الفترة الأخيرة من الهجرة الموسمية، ربما تكون قد ساهمت في “تمكين اقتصادي أكبر للمستفيدات”، مشيرة إلى أن “نصفهن تقريبًا يتلقين ما بين 1000 و1500 يورو شهريًا، 95 بالمائة منهن راضيات عن رواتبهن”.

وتكشف الدراسة نفسها، أن الغالبية منهن تعود إلى المغرب بمبلغ 25 ألف درهم أو أكثر، وأن 97 في المائة من المستفيدات، يشعرن “بثقة أكبر وثقة بالنفس وحرية وتحرر من وجهة نظر مهنية”.

وبالنسبة للدراسة ذاتها، “هذا الاكتساب للثقة والأمن والوعي، يدفع النساء المستفيدات إلى التفكير في التنقيب عن آفاق جديدة. ومن هنا تأتي الحاجة إلى الدعم الكافي، خاصة أننا نتعامل مع فئة من النساء ذات مستوى تعليمي متدني من المناطق الريفية التي غالبًا ما تكون هشة”.

وجاء في نص الدراسة، أنه “تجدر الإشارة إلى أن 51 في المائة من المستفيدات، يعبرن عن حاجتهن لتعلم كيفية إدارة هذه الأموال بشكل أفضل وجعلها مربحة، من خلال إنشاء الشركات الصغيرة والمتوسطة”.

وتلخيص توصيات مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، في “تعزيز استخدام المهارات والقدرات والموارد المكتسبة خلال دورة الهجرة، والتوجيه والتدريب المهني لهؤلاء النساء قبل الهجرة، بهدف الاستعداد بشكل أفضل، لإعادة دمجهن في سوق العمل، أو إنشاء شركات صغيرة بمجرد عودتهن إلى المغرب، والتعاون والتنسيق بين البلدان المضيفة وبلدان المقصد”.

بلادنا24 ـ نجوى رضواني 

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *