الكتاني لـ”بلادنا24″: عندما يستلف الفقير من أجل شراء الأضحية يضيع أجره

يحتفل المسلمون كل عام بعيد الأضحى المبارك، وهو مناسبة لتجديد الأواصر والروابط العائلية والعلاقات الاجتماعية لما تضفي هذه المناسبة على الجميع مشاعر الألفة والمودة والتسامح الديني مما يجعل المسلمين أو المجتمع بشكل عام أسرة واحدة سواء في السراء أو الضراء.

وارتبط هذا العيد بالأضحية التي تساهم في التخفيف على الفقراء من حيث الحاجة إلى سد الرمق والجوع ولكنها أصبحت عادة أكثر منها شعيرة دينية مما يجعلها غاية بحد ذاتها بعد أن كانت وسيلة من وسائل التكافل الاجتماعي بين المسلمين.

وفي هذا الصدد، صرح رئيس رابطة علماء المغرب العربي الحسن الكتاني لـ”بلادنا24″ بقوله “يدخل علينا العيد هذه السنة وقد غلت الأسعار ويعاني الناس من مشاكل اقتصادية عديدة ومع ذلك فجل الناس يتغلبون على هذه المشاكل ويغلبون فرحة العيد وقد رأينا الأسواق مكتظة بالناس، ويقبلون على شراء الأضحية وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على صدقهم و شدة ارتباطهم بهذه المناسبة الكريمة التي هي جزء من شعائر ديننا، وهو أمر مفرح ويدل على أن مجتمعنا مازال محافظا على شعائر الدين”.

وفيما إذا أصبح شراء الأضاحي عادة أكثر منه شعيرة دينية أجاب المتحدث بالقول “حقيقة هي أصبحت عادة لكن كثير من شعائر الدين تصبح تلقائيا عادات في المجتمعات الإسلامية وهذا أمر لا يخص المغرب فقط وإنما هو عام في جل الدول الإسلامية لا في اللباس ولا في العادات ولا التقاليد، فتصبح التقاليد جزء من الدين والعكس صحيح”.

وواصل حديثه “هذا يجب ألا يفرغ الشعيرة الدينية من محتواها كما يتوقف على توعية الناس من خلال تذكيرهم بالتفريق بين التقليد والدين لأن كثيرا من الناس لا يفرقون بينهما، فإذا انهار التقليد انهار الدين معا والعكس صحيح لذلك الصواب أن نبين كل منهما فالتقليد يتغير والدين ثابت لا يتغير”.

وعن وجوب شراء الأضاحي علق الكتاني قائلا “اختلف الفقهاء في مسألة الأضحية فهناك من أوجبها وهو المذهب الحنفي، ومنهم من قال أنه سنة مؤكدة على القادر عليها مثلما سار عليه المذهب المالكي وغيره، فمن كان قادر عليها وعنده مال يمكنه أن يكفيه في بقية أيامه القادمة أو يتوقع أن يأتيه مال يمكنه أن يستفيد منه فهذا يسن له أن يضحي والرسول عليه السلام قال من كان ذا سعة ووجد مالا فلم يضح فلا يقربن مصلانا، وهذا يدل على أنها سنة مؤكدة وأن تاركها يلام على تركه”.

وعما إذا كان الفقير الذي يستلف من أجل شراء الأضحية يضيع أجره قال الكتاني” ثبت عن أبي بكر وعن عمر وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهم أنهم كانوا في بعض الأعياد يخرجون ويذبحون ديكا أو غيره حتى يعلموا الناس أنها سنة وليست فريضة من الفرائض ولهذا كثير من الناس قد يستلف ويجحف نفسه وقد يستلف بالربا حتى يضحى والسبب لأنه يخشى من زوجته وأبنائه أو يخشى من أهل حيه ان يقال عنه أنه لم يضح وهذا كله مخالف للشرع وقد ضاع الأجر لأن القضية باتت خوف من ألسنة الناس فقط”.

بلادنا24 مريم الأحمد 

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *