العلاقات المغربية الفرنسية: ثلاث فرضيات وراء توثر علاقة باريس بالرباط

تواجه العلاقات المغربية الفرنسية  ”رياح باردة ” كما وصفها الكاتب المغربي الطاهر بن جلون في مقال له حول الموضوع.

ورغم عدم وجود إشارات رسمية من البلدين إلى أن العديد من الوقائع أكدت وجود فتور بين باريس و الرباط ،أبرزها إشكال التأشيرات الخاصة بالمواطنين المغاربة، حيث قلصت فرنسا من التأشيرات الموجهة للمواطنين المغاربة بشكل كبير، إضافة  إلى الأزمة الأخيرة المتعلقة بالإمام المغربي حسن إكويسن  الذي رحلته باريس نحو المغرب بسبب ” التطرف الديني” في حين ترفض الرباط استقباله، بالإضافة إلى زيارة ماكرون للجزائر و الذي قد ينظر إليه على أنه تقارب فرنسي-جزائري يأتي في سياق القطيعة بين المغرب و الجزائر.

تحول في دبلوماسية الرباط

 

وفي هذا السياق قال مراد غالي أستاذ  العلاقات الدولية ،في تصريح لـ”بلادنا24″ أن هنالك مجموعة  من الفرضيات التي يمكن عبرها قراءة الوضع الراهن في العلاقات المغربية الفرنسية.

ويضيف المتحدث أن الفرضية الأولى تتعلق بالواقع الدبلوماسي المغربي حيث أن المغرب بات دولة قادرة على التأثير في القرارات السياسية و الدبلوماسية.

إضافة إلى وقوف الدبلوماسية المغربية بشكل ندي في الأزمة الأخيرة مع ألمانيا و إسبانيا، يقول المتحدث.

كما أن المغرب أصبح يراهن على تعدد الشركاء داخل المحيط الدولي و ليس الاقتصار على شريك واحد، يؤكد أستاذ العلاقات الدولية مراد غالي.

الأنغلوساكسونية مقابل الفرنكفونية

 

وأكد مراد غالي  في ذات التصريح لـ”بلادنا24″، أن معطى اخر يمكن استحضاره عند تحليل هذه العلاقة، و هو أن التصورات العامة للدولة المغربية أصبحت اليوم تتوجه أكثر نحو بناء النماذج “الأنغلوساكسونية”.

نظرا لنجاح هذا الأسلوب في العديد من الدول، الشيء الذي قد تنظر إليه فرنسا بنوع من الارتياب نظرا للتغلل الفرنسي الذي كان موجود على مستوى الثقافة و اللغة في المغرب، وهو ماوصفه مراد غالي في تصريحه  ” بالقطيعة في ظل الاستمرارية”، أي السير نحو الثقافة الأنغلوساكسونية مع الإحتفاظ ببعض معالم النموذج الفرنسي، يؤكد مراد غالي  .

الوضعية الطاقية بأوروبا

وشدد الأستاذ مراد غالي في تصريحه لـ”بلادنا24″، على  أن الوضعية الطاقية و المرتبطة بالغاز، تؤثر كثيرا على أوروبا عموما و على فرنسا خاصة نتيجة التوتر الموجود مع روسيا بعد قطع الإمداد الروسي من الغاز.

حيث أوضح  أن فرنسا قد تذهب في استراتجية  جديدة من أجل الحصول على الغاز الجزائري، ومواجه الأزمة الطاقية حيث من المرتقب أن تعيش أوروبا على وقع شتاء صعب بسب نقص  إمدادات الغاز، يضيف غالي.

أزمة عابرة و تكتيك مرحلي

وفي جواب له حول إمكانية استمرار الأزمة أضاف مراد غالي  أنه يستبعد استمرار الأزمة المغربية الفرنسية بشكل طويل الأمد.

ووصف المتحدث ما يحصل  بين المغرب و فرنسا اليوم ”بالتكتيك المرحلي” الذي تنهجها فرنسا نظرا لمتغيرات دولية.

وقال نفس المتحدث أنه يستبعد  أن تطول الأزمة نظرا لوجود علاقات تاريخية بين الجانبين، إضافة إلى شركات إقتصادية و استراتجية مهمة.

هل تنهي الزيارة المرتقبة لماكرون الخلاف؟

مباشرة بعد زيارة الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون للجزائر وما رافقها من غضب.

ولاسيما في ما يتعلق بتصريحات الرئيس الفرنسي، الذي أشار إلى كون الجزائر ليس بالأمة ولا وجود لأمة جزائرية.

وبالزيارة التي كانت في الجزائر، يُفهم أن قصر المرادية وكأنه طَبَّع مع هذه التصريحات في غياب اعتذار أو ما شبه ذلك من الإليزيه.

أما في ما يتعلق بزيارة ماكرون للمغرب الشهر المقبل، فإن مراقبين للمشهد السياسي، يرون فيها عددا من الأمور، لعل أبرزها قرب حلحلة المشكل، بالإضافة لأمور متعلقة بالصحراء المغربية، وغيرها من الأمور.

بلادنا24-ياسر مكوار

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

تعليقات الزوار ( 1 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *