السلطات تعترف رسميا بمصدر الغبار الأسود بالقنيطرة.. وخبير بيئي يحذر من عواقب صحية وخيمة

كشف تقرير صادر عن جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ، عن اعتراف رسمي، ولأول مرة، من السلطات المحلية والقطاع الوصي عن الطاقة، المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، ووزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، حول مصدر الغبار الأسود الذي يخنق مدينة القنيطرة، حيث أبرزت أنه ناجم عن عملية الاحتراق لتوليد الطاقة الكهربائية للمحطة الحرارية للعنفات الطاقية التي تشتغل بالفيول.

وجاء هذا الاعتراف بعد تصريح سابق للمدير الإقليمي للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، أكد فيه أن مواصفات عملية الاحتراق بالمحطة، “تتم وفق المعايير البيئية الدولية”، وأن طاقة اشتغالها “لا تتم بشكل يومي”، وذلك نظرا لطبيعتها كمحطة احتياطية، بل فقط في فترات معنية لتزويد الشبكة الوطنية للكهرباء بالخصاص التي تحتاجه خلال ساعات الذروة، والتي تكون السبب في انتاج وانتشار الحبيبات السوداء في سماء القنيطرة.

وبالنسبة لمدى خطورة الغبار الأسود على صحة سكان القنيطرة، قال مصطفى بنرامل، رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ، إن له عواقب صحية وخيمة، وأنه انطلاقا من مجموعة من الدراسات الدولية التي تظهر أن الحبيبات الدقيقة المعروفة بالميكرو نانومتر، تدخل إلى الأنسجة الرئوية مسببة إما قصور في النشاط الرئوي الذي يؤدي إلى أمراض قلبية، أو يسبب بعض الأورام السرطانية.

وأوصى الخبير البيئي في تصريح لـ”بلادنا24“، بضرورة اتخاذ وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، بمعية المجتمع المدني، خطوة القيام بدراسة معمقة حول الآثار المباشرة للغبار الأسود أو الحبيبات العالقة في الهواء على الصحة، خصوصا على الجهاز التنفسي وعلاقتها بالأمراض القلبية.

هذا، وقرر عامل إقليم القنيطرة خلال اجتماع مع المديرية الإقليمية للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، والمديرية الجهوية لوزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، والمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، إلى تفعيل اللجنة الدائمة لتتبع جودة الهواء، ونشر التفاصيل على شاشة عملاقة الكترونية وسط المدينة، وعلى لوحات إشهارية بمختلف أحياء المدينة، لجعل المواطنين على دراية بآخر المستجدات، حتى يتمكنوا من أخد الاحتياطات اللازمة.

كما حث العامل منظمات المجتمع المدني المختصة في الشأن البيئي، على التدخل لتقديم المساعدة من أجل رفع الوعي الثقافي المرتبط بآثار التلوث بالغبار الأسود والتلوث الهوائي عموما على الصحة والبيئة، إضافة إلى تحسيس المواطنين بالسبل الكفيلة من أجل التخفيف منها.

ودعا أيضا إلى عقد لقاءات دورية لتتبع مؤشرات جودة الهواء بالمدينة، وحث على تنظيم يوم دراسي مع أطباء القطاعين العام والخاص والمهتمين في الشأن البيئي والمناخي والصحي، للقيام بدراسة علمية معمقة لدراسة علاقة بعض الأمراض القلبية والتنفسية بتلوث الهواء، ومعرفة الآثار المترتبة للغبار على صحة الساكنة والمحيط البيئي.

بلادنا24عفاف الفحشوش

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *