رمضان كريم
رمضان كريم
رمضان كريم

الإفطار العلني في رمضان.. أقلية تحرك عاصفة في فنجان

يحل شهر رمضان، ويتجدد معه النقاش في المغرب حول موضوع الإفطار العلني، إذ ينقسم المغاربة إلى مجموعتين، مجموعة تؤيد الأقليات، وأخرى تتشبث بالدين الإسلامي، فيما الفصل 222 من القانون الجنائي يجرم الإفطار علنا، وهذا ما يدفع بفئة معينة إلى الإجهار بالإفطار وإثارة الجدل وفتح باب النقاش أمام حقوق الأقليات.

عاصفة في فنجان

وفي هذا الصدد، يرى الأستاذ الجامعي الباحث في التمظهرات الاجتماعية، جمال حدادي، أن الإفطار العلني في رمضان، هو “جدل عقيم يظهر كل سنة ويواكب شهر الصيام والغفران، إذ تقوم به أقلية تحرك عاصفة في الفنجان، لا لشيء، لأن هذه الأقلية لا تبحث عن الإفطار فحسب، بقدر ما تبحث عن المجاهرة بالإفطار في رمضان”.

وقال الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة في تصريحه لـ”بلادنا 24″، وهو يعلق على موضوع الإفطار العلني في رمضان، “نحن في بلد يحترم الأقليات، فيه تعايش وتسامح وتفتح، ووصل إلى درجة جيدة من الديمقراطية، حيث لا يتم إجبار الأشخاص على التصرف بطريقة معينة، وهذا فيه نوع من التعايش، حيث يسمح للإنسان بالإفطار دون الإجهار به، وهذا الأمر غير مرتبط بأي نوع من القوانين”.

الاستعمار ورفض الإفطار العلني

وأشار الباحث في التمظهرات الاجتماعية، إلى أن “القانون الذي فرضه المستعمر الفرنسي آنذاك، قبل أن يستقل المغرب تم فرضه على المواطنين الفرنسيين احتراما لمشاعر المغاربة”، ليضيف، “هنا لا أفهم، كيف يمكن لأحدهم اليوم، أن يؤثر على مشاعر المغاربة بتبنيه لسلوك الإفطار العلني، لأن الذي سيفطر لن يؤثر على غيره”.

ولفت الأستاذ الجامعي، جمال حدادي، إلى أنه “إذا كانت الرغبة في الإفطار، فهذه مسألة معينة، وإذا كانت الرغبة في المجاهرة بالإفطار فهذا شيء آخر ولا يقبله لا العقل ولا المنطق، وفيه نوع من الاستفزاز، فمن يريد الإفطار فليبقى في بيته بعيدا عن الأنظار”.

وتابع في السياق ذاته: “أما أن يخرج مجموعة من الأشخاص إلى ساحة عمومية أو حديقة للإفطار علنا، فهذا يعتبر ضربا لجميع المعايير والمبادئ والقيم عرض الحائط، لا لشيء، بل يريدون ممارسة حرية لا يفهمها سوى هؤلاء، وليس لها أساس ولا قائم”.

وشدد الباحث، على أنه يحبذ ألا يعار لهذا الموضوع أي اهتمام، قائلا: “في بعض الأحيان تجد بعض المنابر تقوم بالنبش في هذا الأمر، والبحث عن أسماء معروفة وإقامة الجدل بين مجموعات مؤيدة وأخرى معارضة”.

المغاربة والتشبث بالدين الإسلامي

وتوقف جمال حدادي، عند آخر الاحصائيات التي أشارت إلى أن المغاربة متشبثون بدينهم، مبرزا، أن هذا الأمر “تم التعبير عنه في الآونة الأخيرة أُثناء مناقشة مدونة الأسرة وربطها بالشريعة الإسلامية، حيث إن نسبة 78 في المائة من المغاربة يرون أن مدونة الأسرة يجب أن تحتكم للشريعة الإسلامية والمواثيق الدولية بما لا يتنافى مع شريعتنا”.

وكما استحضر الباحث في التمظهرات الاجتماعية، ما أكد عليه  الملك محمد السادس في خطابه الملكي، بأنه لن يحل ما حرم الله ولن يحرم ما أحل الله، مشيرا إلى أن هناك منظومة تتداخل فيها العادات والثقافة و “تمغربيت”، ليضيف، “من ضمن هذه الأشياء يجب احترام هذه الأمور، والإقبال على اكتساب حريات أخرى أهم من اكتساب حرية الإفطار في الشارع العام واستفزاز مشاعر مواطنين ممكن أن يقوموا بالاعتداء على المجهرين بالإفطار في رمضان”.

وخلص في تصريحه، إلى أن “الدولة هنا في حماية هؤلاء وأولئك، لأنها تعمل على تجنب مثل هذه الحوادث وتفرض الفصل 222 من القانون الجنائي الذي يجرم الإفطار العلني في رمضان، فيما الإفطار السري لا يجرم، وهذا من نبل القانون”، ليستطرد قائلا: “ومن يريد الإفطار فما عليه إلا احترام الآخرين”، قبل أن يدعو إلى النضال من أجل المزيد من الحقوق التي من شأنها أن تعود بالنفع والإيجاب على الأجيال الناشئة في المستقبل.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

تعليقات الزوار ( 1 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *