الأجواء الروحانية تعود إلى مدينة وجدة عاصمة المساجد بإفريقيا

بلادنا 24: كمال لمريني

عادت الأجواء الروحانية خلال شهر رمضان إلى مدينة وجدة عروس الشرق، وعاصمة المساجد بالمغرب وإفريقيا، عكس السنوات الماضية، حيث حجت ساكنة مدينة الألفية إلى مساجد المدينة لأداء صلاة التراويح، فيما صوت القرآن يتعالى من مختلف مآذن المساجد، بينما يسمع صوت مقرئين شباب وهم يصدحون بالحزب الأول من كتاب الله، فيما ينتظر أن يتم اختتام الحزب الثاني قبل أذان الفجر.

ويكتسي شهر رمضان لهذه السنة طعم خاص في مدينة وجدة، حيث تم السماح للمصلين بأداء صلاة التراويح في المساجد، عكس السنوات الماضية، بفعل تفشي جائحة “كورونا”، وهو ما جعل ساكنة مدينة الألفية تستقبل  الضيف الكريم شهر رمضان المبارك، بطابع خاص تجسده الأرواح الروحانية والدينية التي تنعكس على معاملات الناس وعلاقاتهم، حيث تسود ثقافة التسامح والتراحم وقيم التضامن والتكافل.

وبشارع محمد الخامس القلب النابض لمدينة وجدة، شباب ونساء ورجال وأطفال بزيهم التقليدي، يحجون نحو مسجد فاطمة أم البنين لأداء صلاة التراويح، بشكل يبين أنه قد شدهم الشوق إلى المساجد لأداء الصلاة، والتي لم يؤدوها لمدة سنتين.

وتتميز مدينة وجدة عن باقي المدن المغربية، من حيث انتشار عدد المساجد، حيث لكل 300 منزل مسجداً، إذ أصبحت فضاء لممارسة العبادة، حيث لا يخلو أي حي أو شارع رئيسي من صوت إمام يرتل القرآن ترتيلا، خاصة طيلة شهر رمضان المبارك لأداء صلاة التراويح.

فمدينة وجدة، التي أسسها زيري بن عطية، تحتل المرتبة الأولى في المغرب وإفريقيا، و المرتبة الثانية في العالم بعد مدينة إسطنبول التركية من حيث عدد المساجد.

وتتوفر على ما يزيد عن 400 مسجدا، 300 داخل المجال الحضري، حيث أصبح لكل 300 منزل مسجدا، مما جعل سكان مدينة الألفية في شهر رمضان يؤدون صلاة التراويح بكل أريحية، دون اضطرارهم الذهاب إلى مساجد بعيدة عن أحيائهم لأداء صلاة التراويح.

ويعتبر المسجد الأعظم أو الجامع الكبير “ثلث سقاقي” بوسط المدينة القديمة، هو الأقدم بوجدة من حيث تاريخ بنائه، حيث  يعود إلى القرن 13 ميلادي في عهد أبي يوسف يعقوب المريني، وكان الوحيد الذي تقام به صلاة الجمعة، كما كانت مئذنته هي المئذنة الوحيدة بمدينة وجدة عند دخول الفرنسيين إليها عام 1907.

وتتصدّر مدينة وجدة لائحة المدن المغربية من حيث عدد المساجد، مقارنة مع عدد سكانها الذين لا يتجاوزون نصف مليون نسمة.

وأخذت مدينة وجدة على عاتقها، مطلع شهر رمضان الكريم من كل عام، الاحتفال بافتتاح مساجد جديدة، بل إن المدينة، بفضل الديناميكية التي تشهدها على هذا المستوى، لم تعد تضم مساجدا مهددة بالانهيار على غرار بعض المدن.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *