الأجواء الرمضانية بـ”عاصمة المساجد”.. بعد روحي وأنشطة ثقافية 

تعيش مدينة وجدة، عاصمة المساجد بالمغرب وإفريقيا، خلال شهر رمضان، أجواء روحانية، على غرار باقي المدن، حيث ساكنة مدينة الألفية تحج نحو المساجد لأداء صلاة التراويح، بينما صوت القرآن يتعالى من مختلف مآذن المساجد، ويسمع صوت مقرئين شباب وهم يصدحون بالأحزب الأول من كتاب الله، فيما ينتظر أن يتم اختتام الحزب الثاني قبل أذان الفجر.

ويكتسي شهر رمضان في مدينة وجدة، طعم خاص، حيث تستقبل المدينة الضيف الكريم، شهر رمضان، بطابع خاص تجسده الأرواح الروحانية والدينية التي تنعكس على معاملات الناس وعلاقاتهم، حيث تسود ثقافة التسامح والتراحم وقيم التضامن والتكافل.

مدينة المساجد

بشارع محمد الخامس، القلب النابض للمدينة، شباب ونساء ورجال وأطفال بزيهم التقليدي، يحجون نحو مسجد “فاطمة أم البنين” لأداء صلاة التراويح، بشكل يبين أنه قد شدهم الشوق إلى المساجد لأداء صلاة التراويح.

وتتميز مدينة وجدة عن باقي المدن المغربية، من حيث انتشار عدد المساجد، حيث لكل 300 منزل مسجداً، إذ أصبحت فضاء لممارسة العبادة، حيث لا يخلو أي حي أو شارع رئيسي من صوت إمام يرتل القرآن ترتيلا، خاصة طيلة شهر رمضان لأداء صلاة التراويح.

فالمدينة التي أسسها زيري بن عطية، تحتل المرتبة الأولى في المغرب وإفريقيا، والمرتبة الثانية في العالم، بعد مدينة إسطنبول التركية من حيث عدد المساجد.

مسجد لكل 300 مواطن

وتتوفر مدينة وجدة، على أزيد من 400 مسجدا، 300 مسجد داخل المجال الحضري، حيث أصبح لكل 300 منزل مسجدا، مما جعل سكان “مدينة الألفية” في شهر رمضان يؤدون صلاة التراويح في ظروف جيدة ومريحة، دون اضطرارهم الذهاب إلى مساجد بعيدة عن أحيائهم لأداء الصلاة.

ويعتبر المسجد الأعظم أو الجامع الكبير “ثلث سقاقي” بوسط المدينة القديمة، هو الأقدم بوجدة من حيث تاريخ بنائه، حيث يعود إلى القرن 13 الميلادي، في عهد أبي يوسف يعقوب المريني، وكان الوحيد الذي تقام به صلاة الجمعة، كما كانت مئذنته هي المئذنة الوحيدة بالمدينة عند دخول الفرنسيين إليها عام 1907.

وتتصدّر مدينة وجدة لائحة المدن المغربية من حيث عدد المساجد، مقارنة مع عدد سكانها الذين لا يتجاوزون نصف مليون نسمة، ولم تعد تضم مساجدا مهددة بالانهيار على غرار بعض المدن.

الأجواء الروحانية

لا تختلف الأجواء الروحانية بوجدة، عن نظيرتها بمختلف مدن المغرب، والتي تعكس الطابع الديني والروحي لشهر التقوى والتعبد، من خلال حرص سكان المدينة على أداء صلاة التراويح بالمساجد، وتبادل الزيارات التي تعزز صلة الرحم والتآزر بين الأهالي والأحباب، وتضفي نفحة روحانية على مجالسهم واجتماعاتهم.

وكان الجانب الثقافي والترفيهي، قبل ظهور جائحة كورونا، يميز ليالي مدينة “الألف سنة”، حيث يجد مكانه ضمن أمسيات فن السماع والمديح التي تحتضنها مختلف الساحات العمومية المعروفة، خاصة ساحة سيدي عبد الوهاب، فضلا عن إجراء مسابقات في حفظ القرآن الكريم وليلة القرآن، غير أنه لم يتم الإعلان بعد عن أنشطة من هذا القبيل.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *