مؤتمر الـ”UNTM”.. ”البيجيدي” بلون برتقالي وبنفس “نقابي” (ربورتاج)

هو المؤتمر الوطني الأول لنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، بعد خروج الحزب المقرب منها، العدالة والتنمية، من الحكومة. الخروج الذي إن كان قد هز الحزب، فإن ارتداداته لاشك أنها مست النقابة أيضا، أو كما أسماها عبد الإله بن كيران في كلمته، بـ”العائلة الكبيرة”، والتي من أفرادها بالإضافة لـ”البيجيدي”، نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، وجماعة التوحيد والإصلاح.

وهو أيضا المؤتمر الثامن لنقابة عبد الكريم الخطيب، مؤسسها في سبعينيات القرن الماضي، والذي عقد في بوزنيقة، بين 18 و19 مارس الجاري، تحت شعار ”خمسون سنة من النضال المستمر من أجل العدالة الاجتماعية”.

العدالة والتنمية بثوب برتقالي

أمام الطاولة المعنية بتسجيل الحاضرين للمؤتمر، تظهر قيادات حزب العدالة والتنمية، جامع المعتصم، أمينة ماء العينين، محمد يتيم…، وقيادات الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، عبد الإله دحمان، محمد زويتن..، في جو يصعب معه التمييز بين قيادات النقابة وقيادات الحزب. فهاهو جامع المعتصم يرأس مؤتمر النقابة، بعدما ترأس مؤتمر العدالة والتنمية، وهو أيضا ”علبة أسرار” ابن كيران، الذي يلتفت إليه في كل مرة وهو يتحدث لتذكر زمن واقعة ما أو تفاصيلها، إذ خاطبه أثناء إلقاء كلمته قائلا: ”ذكرني أسي جامع را مرا مرا كنسا”.

وأمام ميكروفون ”بلادنا24”، قال جامع المعتصم، رئيس المؤتمر، إن ”رهان المؤتمر هو تعبئة مناضلي النقابة، ليكون في حجم المسؤولية في ظل الظروف الراهنة، والتي تتميز بأوضاع خاصة على المستوى الدولي والوطني”.

عبارة ”الظروف الاجتماعية” و”الوضعية الراهنة”، لم تغب عن جل تدخلات ”القيادات النقابية”، وذلك ما صرح به عبد الإله دحمان، نائب الأمين العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، والذي كان في مختلف أنشطة النقابة، قريبا من رئيسها عبد الإله الحلوى. وفي تصريحه، قال دحمان لـ”بلادنا24”، إن ”النقابة ستحاول بلورة خيارات نقابية ونضالية، لمجابهة الأزمة الاجتماعية، نتيجة تفاقم السياسة الاجتماعية التي تنهجها حكومة الثامن من شتنبر”.

عبد الإله السياسة وعبد الإله النقابة

بدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، وكأنها في انتظار وصول رجل واحد، وهو عبدالإله بن كيران، الأخير سيظهر قبيل البداية بلحظات، بجلبابه الأسود وشاشيته وعكازه، وهي النسخة التي يسميها البعض بنسخة ”الواعظ والمفتي”، والذي ظهر بها ابن كيران في تجربته الثانية ما بعد رئاسته للحكومة.

جلس ابن كيران إلى جانب محمد يتيم، القيادي البارز بالعدالة والتنمية، قبل أن يتقاطر عليه المؤتمرون ”طمعا” في صورة واحدة مع ”الزعيم”، الذي شكل حضوره صافرة بداية المؤتمر.

IMG 20230318 WA0040

افتتح جامع المعتصم، رئيس المؤتمر، الجلسة الافتتاحية بكلمة حول الأوضاع الاجتماعية ودور النقابة فيها، أعقبها شريط وثائقي يوثق أبرز محطات الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، من سنة 2019 إلى 2023، قبل أن يأتي دور عبد الإله الآخر، وهو عبد الإله الحلوطي، الأمين العام للاتحاد الوطني المنتهية ولايته.

وبنفس نقابي لا تخطئه المسامع، وفي تجسيد للفصل بين كلمة الحلوطي عبد الإله “النقابية”، وكلمة ابن كيران عبدالإله “السياسية”، انتقد الحلوطي، في كلمته كل شيء، من التدبير الحكومي إلى الأوضاع الاجتماعية، والاتفاقيات الثنائية التي وقعت بين الحكومة والنقابات الأكثر تمثيلية.

واعتبر الحلوطي، أن نقابته “تعرضت للنقد في فترة حكومة ابن كيران وحكومة العثماني، ورغم قربها من الحزب الحاكم آنذاك، فهي لم تفاوض من أجل مصالحها الخاصة والذاتية، رغم غضب بعض وزراء حزب العدالة والتنمية”.

وبدى الحلوطي، رافضًا لوصف نقابته بالأقلية، قائلا، إن ”انتخابات الأجراء تعاني من العديد من الاختلالات، وأن نقابات أقل منا تشارك على سبيل المثال في المجلس الأعلى للتعليم، مما يعني أن الاتحاد الوطني للشغل يراد لصوته أن يكبت”.

أتت لحظة كلمة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله ابن كيران، وحينها كانت الكاميرات المصوبة نحو المنصة، تنتظر من ابن كيران رده على بلاغ الديوان الملكي، الذي انتقد فقرة من بلاغ سابق للحزب. ومباشرة بعدما أطلق نكاته المعتادة، استل ابن كيران بندقيته التي لم تترك أحداً، من حميد شباط إلى الميلودي موخاريق، ثم “المشوشين على علاقة حزبه بالملك، ” كما وصفهم، وصولا إلى وزير الخارجية ناصر بوريطة، والإعلام.

كلمة عبد الإله بن كيران، كانت باختصار، ما جاء على لسانه، ”نحن متمسكون بحقوقنا في الدستور وبولائنا لجلالة الملك، وهذه خلطة فيها التحكم والمقالب والامتيازات، والإعلام المأجور”.

محمد زويتن أمينا عاما للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب 

انتخب المؤتمر في الأخير، محمد زويتن، أمينا عاما جديدا للاتحاد، إلى جانبه عبد الإله دحمان، نائبا أولا للأمين العام، وحميد بن الشيخ، نائبا ثانيا، وعبد العزيز العلوي اليوسفي نائبا ثالثا، وحليمة شويكة نائبة رابعة.

ولم يخرج هذا الانتخاب عن ما كان متوقعا، إذ شغل زويتن، النائب الأول للأمين العام المنتهية ولايتها، عبد الإله الحلوطي.

ويبقى السؤال المطروح، هل يستطيع الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، أن يكون الذراع النقابي “الشرش” للعدالة والتنمية؟ في الوقت الذي يريد فيه الحزب أن تكون ”السياسات الاجتماعية”، المدخل الأساسي للانتقاد الموجه نحو حكومة عزيز أخنوش.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *