قالت الدكتورة زهور كرام، أستاذة التعليم العالي بجامعة محمد الخامس بالرباط، ورئيسة تحرير مجلة “روابط رقمية”، أن “الكل اليوم أصبحت لديه القدرة على التعبير، وأصبحت لديه سلطة رقمية لكي يصبح واحد من صناع الرأي العام، ويجب علينا أن نرتب مجموعة من الأشياء كمتخصصين في التواصل، لكننا اليوم نحتاج إلى توجيهات استراتيجية حتى ندرك طريقة تفكيرنا الجديدة وإلى أين نتجه”.
وأردفت أستاذة التعليم العالي، خلال تحدثها مساء يومه الخميس، في الحلقة الأولى من “ماستر كلاس” برسم الموسم الدراسي الجامعي الحالي حول موضوع “الرقميات ووسائل التواصل الاجتماعي والتواصل السياسي”، والذي نظم برحاب المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، (أردفت) أنه “عندما نتحدث عن التواصل السياسي أو الاجتماعي الذي ينتجه السياسي، فنحن نفكر ونحلل لكن انطلاقاً من العلوم الانسانية، وأنه لابد من إدراك الموقع الذي نوجد فيه لكي نحلل خطابنا ونعرف كيف نتواصل، لأن طبيعة العصر الذي نوجد فيه تتميز بالسيولة والسرعة، فنحن في أقل من عقد نعيش ثورة رقمية جديدة”، مشيرة أنه “يجب أن ننتج خطابا سياسيا داخل البيئة الرقمية، على مواقع التواصل الاجتماعي وغير ذلك، وأن نطرح خطابا سياسيا ونحلله قبل أن نقول هل هناك تواصل، ولا يمكننا البدء بالتواصل من البداية، لأننا نعلم جيدا أن إعطاء المعلومات ليس تواصلاً “.
كما استدركت المتحدثة قائلة :”الثورة الصناعية تعمل على احتكار وسائل الانتاج، فيما الثورة الرقمية تعمل على دمقرطة وسائل الانتاج، واليوم مع الثورة الرقمية الخامسة، “أنترنت الأشياء”، أصبحنا نعيش أشياء خطيرة، ونستطيع عن طريق الهاتف الذكي المرتبط بالانترنت أن ننتج أي محتوى كيف ما كان، وأن الحلم والطموح لم يبقى”.
وزادت كرام في كلمتها، أنه “أصبحنا اليوم نستعمل كلمة “مقيم” في العالم الافتراضي، إذ أن الخوارزميات برمجتك دون أن تفهم، واليوم نتحدث عن “سايبورغ”، أي أن الانسان أصبح مقسم، فيه جزء بشري وجزء تكنولوجي، وهو ما يطرح سؤال الحرية، والانسانية، وأصبحنا نتحدث عما بعد الانسان ولم نعد نتحدث عما بعد الحداثة”.
كما أوضحت المتحدثة خلال تطرقها لمحور “التواصل السياسي، فضاء ملتقى خطابات متصارعة/ متناقضة”، أن “التواصل السياسي لديه فضاء خاص، وهو ملتقى، تلتقي فيه الخطابات، وعندما نقول الخطاب، فإننا لا نقصد النصوص، لذلك عندما نتحدث عن التواصل، فإننا نتحدث عن الآخر، وعند تحليلنا لأي خطاب سياسي، فإن هناك ذات مرسلة وذات مرسلة إليها، كما أن الشركاء في التواصل السياسي، أي أنهم في منصة واحدة، هم: السياسيون، الصحافة، المنظمات والمؤسسات ومراكز البحث، الرأي العام (عموم الناس)”، مشيرة أن “الرأي العام يمكن أن يكون شريكاً إن كان هناك خطاباً يطور وعيه، الموقع هو الذي يحدد الوظيفة والمنظور، وهو ما يعني وجود خطابات عديدة متصارعة”.
كما استطردت أستاذة التعليم العالي في كلمتها، قائلة “عندما نقوم بتحليل الخطابات الملكية، سنلاحظ أن هناك استراتيجيات في مايخص الترتيب والأولويات داخل الخطاب”، وفي ما يخص “محددات الخطاب السياسي”، أردفت كرام أنه” في الاتصال نجد وسائط رقمية افتراضية، وبيئة الاتصال، التي تحدد طبيعة المستخدم، والتي تتميز بوسائط متعددة ومتنوعة وسريعة”؛ كما تطرقت المتحدثة أثناء حديثها عن مفهوم “التواصل”، إلى “كونه عملية تشاركية تبادلية (مكون خطابي/ لفظي مباشر)”.