رمضان كريم
رمضان كريم
رمضان كريم

قاعات السينما المغربية بين العشوائية ومأساة الإغلاق

بلادنا24_زينب الحريتي

امتد تاريخ السينما في المغرب لعقود من الزمن، كما ارتبط المغاربة بدور السينما التي كانت تعج بمحبي الأفلام السينمائية، ينتظرون بشوق دخول قاعاتها لمشاهدة أحدث الأفلام، خاصة وأن البعض كان يعتبرها مدرسة لاكتساب معارف جديدة حول ثقافات أجنبية، كل هذا الاتصال والارتباط الوثيق مع القاعات السينمائية تحول اليوم لنوع من الجفاء، خاصة بعد الإغلاق الذي عرفته العديد من القاعات السينمائية.

“سينما شهرزاد”، من بين القاعات السينمائية بمدينة الدار البيضاء التي أصبحت اليوم مغلقة، والتي تم إنشاؤها أواسط الأربعينات، حيث كانت تعرض أشهر الأفلام العالمية والعربية خلال العقود السابقة، إضافة إلى الدور التأطيري الذي كانت تقدمه لشباب الحركة الوطنية، من خلال جمع نخبة من سكان مدينة الدار البيضاء لحظات التنسيق لمواجهة المستعمر.

سينما “السعادة” شأنها شأن سابقاتها، فأبوابها لا تزال مغلقة، تم إنشاؤها سنة 1953، بالحي المحمدي، وقد كانت من أشهر القاعات السينمائية، بالمدينة، نظرا لمساهمتها في انتعاش الحركة الثقافية والفنية والسياسية آنذاك ، فقد كانت تلعب دور المكمل لدار الشباب، كما تميزت بعرض مجموعة من الأفلام العالمية، جعلت العديد من أبناء المنطقة يجيدون التحدث بالهندية دون فهمها، ناهيك عن الأفلام العربية التي كانت تعرض.

فبعدما كانت سينما” المسرح الملكي” بالدار البيضاء، تغلي بحماس الوافدين عليها لمشاهدة الأفلام، أصبحت اليوم يتيمة ووحيدة، حالها حال أغلب القاعات يخيم عليها الحزن والسواد بعد الإغلاق، إغلاق رافقته مجموعة من التداعيات التي اختلفت وتعددت، فإذا كانت الإغلاقات الحالية التي شهدتها بعض القاعات السينمائية تسببت فيها الأزمة الصحية العالمية لكورونا، فكيف يمكن أن نفسر إغلاقات طالت مجموعة من القاعات السينمائية منذ سنوات.

وفي تصريح للناقد السينمائي، أحمد بوغابة، خص به “بلادنا24″، قال :” تعددت الأسباب التي كانت وراء الإغلاق الذي عرفته القاعات السينمائة بالمغرب، منها ظهور مجموعة من القنوات، إضافة إلى عدم تطور مستوى القاعات السينمائية من قبل أصحابها الذين لم يحاولوا تطوير قاعاتهم لمواكبة التطورات التقنية، على مستوى الصوت والصورة”.

و أضاف بوغابة قائلاً:” عدم توفير إمكانيات الفرجة وتحويل القاعات السينمائية لمستنقعات، تغيب فيها الحراسة والنظافة، وافتقارها لأبسط ظروف الفرجة الجماعية، بحيث أصبحنا نرى بعض السلوكيات داخل جل القاعات، كالبيع داخل القاعة، والأكل داخلها، وغيرها، جعل العائلات تمتنع عن الذهاب لهذه القاعات”.

وتابع المتحدث لـ “بلادنا24″، قائلا:” العالم كله تطور، لماذا لم تشمل هذه الأزمة دول العالم التي لا تزال تحتفظ بثقافة الذهاب إلى القاعات السينماية، بحيث نجد برمجة مثيرة، ظروف ملائمة للمشاهدة، عكس ما أصبحنا نجده داخل قاعاتنا السينمائية، وبالتالي فإن أصحاب القاعات السينمائية هم المسؤول الأول والأخير منذ سنوات في تدمير الفرجة الجماعية للقاعات السينمائية”.

ونفى ذات المتحدث ارتباط التراجع الذي أصبحت تعرفه دور السينما بمستوى الأعمال السينمائية، متابعا ” المنتوج السينمائي تطور لأنه قبل 30 أو 40 سنة كان الإنتاج السينمائي يقتصر على عمل أو أربعة أعمال في السنة، واليوم تفوق الثلاثين فيلماً، وأغلب الأعمال الموزعة على القاعات السينمائية هي أفلام تلفزية، يعني ليس هناك فرق بين مايعرض على السينما والتلفاز الفرق الوحيد هو الشاشة الكبيرة”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *