نادية بالمعطي بلادنا24 – نادية بالمعطي |
انتشر صباح اليوم، الخميس، مقطع فيديو على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي، يوثق لشجار بين أب إحدى التلميذات وأستاذ، بإحدى المؤسسات التعليمية العمومية، بمدينة الدروة التابعة لإقليم برشيد، ما أثار جدلا واسعا.
وكشف مدرس في تدوينة له على موقع “فيسبوك”، تفاصيل الواقعة، قائلا: “إن المعتدي في هذه الحادثة هو والد تلميذة، الذي اقتحم المؤسسة وأسوارها، بل ذهب إلى رمي ابنته الصغيرة من الأعلى”، مضيفا، بأن والد التلميذة “دخل إلى المدرسة “كالثور الأهوج”، لم ينفع معه من تصدى له من الأطر التربوية الذين حاولوا ثنيه على ما أقدم عليه”.
و أضاف المتحدث، “لما حاول الأستاذ ”ع.ب” تهدئة الوضع، إذا به ينهال عليه بالسب، ولم يكتف بذلك، بل قام بتوجيه صفعات للأستاذ، جعلت الأخير يفقد التوازن ليزج بالأستاذ إلى القسم حيث يدرس، وهو ما جعل التلاميذ والتلميذات الذين يدرسون بقسم المستوى الثاني، في حالة من الهلع والخوف”.
وذكر المصدر ذاته، بأن الواقعة حدثت مساء أمس الأربعاء، حيث وصفها بـ”حادثة الأربعاء الأسود”، وقال بأنه فور تلقيه خبر الواقعة ذهب إلى مكان الاعتداء رفقة مجموعة من الأساتذة وأعضاء المكتب الإقليمي، ليكتشفوا أن الأستاذ نزيل عند قيادة الدرك، من أجل تسجيله لمحضر الشكاية، مضيفا “عندما ذهبنا إلى قيادة الدرك وجدنا الأستاذ منهارا قلقا جراء ما تعرض له من صفع، ولعل ما أثر علينا ونحن نصغي للأستاذ المعنف هو ما كان يكرره علينا مرات ومرات، حيث كان يقول، قضيت هذا العمر في التدريس ولم أتعرض لهذا الصفع في حياتي قط كما عشته اليوم”.
وأضاف، أن الأستاذ المعني في هذه الواقعة والمسمى “ع.ب” يبلغ من العمر 62، وأنه مقبل على التقاعد الموسم القادم، “حيث قضى في التدريس متنقلا من مؤسسة لأخرى ومن قرية لأخرى، ومن جبل إلى جبل، إلى أن استقر به المقام بمدرسة النجمة البيضاء بالدروة”.
وعقب هذه الواقعة التي أحدث ضجة في الوسط المجتمعي، ذكرت المديرية الإقليمية ببرشيد، التابعة للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين الدار البيضاء سطات، بأن “الاعتداء على أستاذ من طرف شخص اقتحم المؤسسة من سورها”، حيث أوضحت أنه “بمجرد علم إدارة المؤسسة خبر اقتحام شخص للمؤسسة عبر سورها مهددا ومتوعدا العاملين بها، تدخل العون المكلف بالحراسة لمنعه دون جدوى، حيث اندفع راكضا نحو قاعات الدروس، مما دفع بعون الحراسة إلى الاتصال بإدارة المؤسسة لإخبارها بالموضوع، التي اتصلت مباشرة بالدرك الملكي، الذي حضر واعتقل الشخص المعتدي، وتم اعتقاله وتوجيهه إلى مركز الدرك الملكي مصفد اليدين، لمباشرة مسطرة المتابعة القضائية في حقه”.
وحسب البيان ذاته، “فقد التحق المدير والأستاذ المعتدى عليه بسرية الدرك الملكي لمتابعة الاجراءات المتعلقة بتسجيل المتابعة القضائية، وتم إخبار المديرية الإقليمية بهذا الأمر، والتي تدخلت لتنصيب نفسها مطالبة بالحق المدني، ومتابعة الشخص المعتدي، حماية للمؤسسة وحرمتها وجميع مرتاديها من أساتذة وأستاذات، ومتعلمين ومتعلمات”، كما اعتبرت المديرية أن “هذا الفعل شنيع ولا يمس بصلة للمنظومة التربوية لا من قريب ولا بعيد”.
