خبير سياسي لـ”بلادنا24″: من الطبيعي أن تكون هناك تحريضات من قبل خصوم الوحدة الترابية

في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة الإسبانية يوم الجمعة الماضي للمرة الأولى دعمها الكامل لموقف المغرب في قضية الصحراء المغربية، اعتبرت الجزائر هذا الموقف خيانة وانقلاباً مفاجئا وقامت على إثر ذلك باستدعاء سفيرها في مدريد للتشاور، ومن خلال هذا الشد و الجذب، طرحت “بلادنا 24” مجموعة من التساؤلات على الباحث في العلاقات الدولية محمد عطيف، المتعلقة بدعم إسبانيا لموقف المغرب في قضية الصحراء المغربية.

إسبانيا كانت دائما لاعبا أساسيا في قضية الصحراء، هل يعتبر موقفها الأخير موقفا مرحليا فرضته الأزمة بين المغرب وإسبانيا، أو أنه موقف يؤسس لمرحلة جديدة، تتحول فيها إسبانيا إلى جانب المغرب؟

“أكيد إننا نعرف أن العلاقات الدبلوماسية المغربية الإسبانية عادت لمكانها الطبيعي، لأنه في الفترة السابقة كان هناك توتر يخيم على العلاقات بين الجانبين بعد استقبال إسبانيا لزعيم البوليساريو ‘إبراهيم غالي’ قصد علاجه من فيروس كورونا دون علم السلطات المغربية، وأنا أرى في الحقيقة أن المغرب أصبح قوة إقليمية،و لديه تأثير على محيطه الإقليمي والدولي، وهذا الموقف الأخير زاد من تفاقم الأزمات بين الطرفين، كالمشاكل الأمنية، الهجرة، التهديدات الإرهابية التي تحتاج في حد ذاتها تنسيقا وتعاونا لتفاديها، وقد تبين لي أن موقف إسبانيا كان صريحا، وأقصد دعمها للحكم الذاتي كمقترح تمّ وضعه من طرف المغرب سنة 2007 لحل النزاع المفتعل، فمن الطبيعي أن تكون بعض التحريضات من قبل خصوم الوحدة الترابية كالجزائر والبوليساريو، ومن الظاهر أن هذه القضية عرفت تأييدا دوليا، خصوصا وأن سفيرة الولايات الأمريكية صرحت في إسبانيا أنها تشاطر وتقاسم نفس الرأي حول قضية الصحراء المغربية، ما يشكل مرحلة جديدة لبناء علاقات بين المغرب، بناء على الثقة المتبادلة والاحترام المتبادل بشكل أحادي ودعم الوحدة الترابية للبلدين، خاصة أن الطرفين لديهم روابط تاريخية واقتصادية واجتماعية تجمعهم .’

في ميزان القوى، لماذا فضلت إسبانيا أن تنهي أزمتها مع المغرب رغم أنها كانت تعلم أن نهاية أزمة المغرب ستُطلق أزمتين، الأولى مع داعمي البوليساريو داخليا والجزائر خارجيا؟

‘في الحقيقة من منظور العلاقات الدولية، هناك مصالح بين الدول لأن المغرب لديه مكانة وريادة، وبطبيعة الحال إسبانيا تسعى للحفاظ على مصالحها الداخلية، بما في ذلك وفاة تاريخ الجزائر، فهي تعيش على أوهام الستينات والسبعينات، لأن الآن هناك منظور براغماتي في العلاقات الدولية، أي التعاون والتنسيق بين الدول لأجل مواجهة الأزمة التي نعيشها حالياً، بسبب الحرب الأوكرانية ،والتي أثرت في المجال الطاقي والاقتصادي، فإلى متى ستبقى العلاقات متباعدة بين المغرب وإسبانيا في ظل هذه الأزمة، لذلك يحتاج الجانبين إلى تجاوز الخلافات من أجل ترسيخ أسس التعاون والتنسيق المشترك.’

هل تستطيع الجزائر ابتزاز إسبانيا بالغاز مقابل أن تتراجع الأخيرة عن دعمها للمغرب في قضية الصحراء المغربية؟

‘ لا بالعكس، لأن المغرب لديه ورقة رابحة، خاصة بعدما تم الكشف عن حقول الغاز بالمغرب عن طريق شركة بريطانية، فرغم تصدير الجزائر للغاز، إلا أن إسبانيا تعرف ما لها وما عليها سابقا قبل اتخاذ قرارها الأخير، بعدما قامت الجزائر بتوقيف أنبوب الغاز المار من المغرب تجاه إسبانيا سنة 2021.’

وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات المغربية الإسبانية كانت قد عرفت عدة توترات وفتور خلال السنتين الماضيتين، عندما استضافت مدريد زعيم البوليساريو إبراهيم غالي،لتحاول إسبانيا بعد ذلك استرجاع ثقة المغرب وتوطيد علاقتها به و طي صفحة الخلافات بين البلدين.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *