تقرير إخباري: “التعليم عن بعد”… بين الحد من الأزمة الوبائية و “ضعف التلقين”

تناولت العديد من الوثائق التربوية الرسمية عملية التعليم عن بعد بدءا بالميثاق الوطني للتربية و التكوين مرورا بالرؤية الاستراتيجة لإصلاح التعليم 2015-2030 وصولا إلى القانون الإطار رقم 17.51، ما يوحي على اهتمام المنظومة التربوية المغربية بهذا النوع من التعليم.

اعتماد نمط التعليم عن بعد

 

وقد أقدمت وزارة التربية الوطنية مع تفشي جائحة كورونا عن توقيف الدراسة واعتماد نمط عن بعد في أول بلاغ صحفي لها، أنه تقرر توقيف الدراسة انطلاقا من 16 مارس 2020، و تعويض الدروس الحضورية بدروس عن بعد تسمح للتلاميذ  والطلبة والمتدربين بالمكوث في منازلهم ومتابعة دراستهم عن بعد، بالتالي جائحة كورونا سرعت من وثيرة الاعتماد هذا النمط الجديد من التعليم الذي كان ضمن الاستراتيجيات المستقبلية لوزارة التربية الوطنية.

13 مارس 2020

ففي 13 مارس 2020 تم الإعلان عن توقيف الدراسة انطلاقا من 16 مارس من نفس السنة، وفي 14 مارس من نفس السنة نبهت الوزارة إلى أن أي مسطحة رقمية أو برامج معلوماتية يتم تداولها غير تلك التي أعلنت أو ستعلن عنها بشكل رسمي لا يعتمد بها، وفي 15 مارس 2020، دعت الوزارة الأطر إلى الانخراط في اعداد المواد الرقمية، واقتراح بدائل أخرى مبتكرة وتتبع سير التعلم عن بعد و التواصل الالكتروني، لتنطلق عملية التعليم عن بعد عبر البوابة الالكترونية “تلميذ تيس” و عبر “القناة الثقافية”، الشروع في بث دروس ومحاضرات عبر القناة التلفزية “الرياضية” والتي تهم مسالك الإجازة الأساسية، 3 ساعات للبث 6 دروس يوميا بتاريخ 25 مارس من ذات السنة، تواريخ تعددت فيها القرارات التي تهم هذا النمط الجديد من التعليم.

التي تروم الاستمرارية البيداغوجية، في محاولة لتأقلم مع الوضعية الوبائية بالمغرب، فيما بلغ معدل مستعملي البوابة الالكترونية تلميذ تيس 600 ألف مستعمل و مستعملة يوميا كما بلغ مجموع المواد الرقمية المصورة 3000 موردا، عدد الدروس اليومية التي تبثها القنوات التلفزية الوطنية بلغ 56 درسا كل يوم، بمجموع 730 درسا منذ انطلاق هذه العملية.

هذا وقد وصل عدد الأقسام الافتراضية التي تم إنشاؤها إلى غاية الأربعاء أبريل من نفس السنة، 400 ألف قسم افتراضي بالنسبة للمؤسسات التعليمية العمومية، بنسبة تغطية تناهز 52 بالمائة من مجموع الأقسام و 30 ألف قسم بالنسبة للمؤسسات التعليمية الخصوصية بنسبة 15 بالمائة.

كما أن الجامعات على منصات الكترونية مكنت الأساتذة الباحثين من وضع محاضراتهم و دروسهم رهن إشارة الطلبة بنسبة تغطية تتراوح مابين 80 و 100 بالمائة، حسب ما نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء حول حصيلة عملية التعليم عن بعد بتاريخ 2 أبريل 2020 .

 

ما مدى نجاح “التعليم عن بعد” ؟

 

لكن السؤال المطروح اليوم إلى أي حد نجح المغرب في التعليم عن بعد ، كون تغيير طريقة التعليم و تبني نظام عن بعد قد أثر أيضا على المواد المسخرة فتوفر أدوات تكنولوجيا المعلوميات، والربط بشبكة الانترنيت، و تمكين الآباء من المتابعة و التأطير كلها عوامل شكلت عقبات أمام تعلم التلاميذ عن بعد، وحسب ما جاء به التقرير ألموضوعاتي للمجلس الأعلى للتربية و التكويين و البحث العلمي لسنة 2021 ، فان تصريحات التلاميذ مكنت من الإلمام ببعض الحقائق المرتبطة بظروف العيش التي تمس مبدأ المساواة، وحسب التقرير فان ” التلاميذ المنحدرين من الأسر الفقيرة قد اضطروا إلى مواجهة ظروف تعلم صعبة إضافة إلى نقص الأدوات أو انعدامها لتكمن من متابعة الدروس”،  وأضاف التقرير، ” صرح التلامذة المستجوبون عن بعض العواقب المتصلة، كمثال ضيق السكن الاكتظاظ أو المحيط الأسري الغير الملائم”.

وحسب ذات التقرير، وكما جاء في  الفقرة المعنونة ب “التلاميذ في مواجهة كوفيد 19،” إن اضطراب ظروف التدريس لا يخلو من تأثير على مستوى مكتسبات التلامذة، حيت تم استشعار تقهقر جودة التعلمات فورا بعد الدخول المدرسي الموالي 2020_2021، إذ اشتكى أغلبية التلامذة المستجوبين خلال المجموعات البؤرية من ثغرات و ضعف في التعليم وهو ما يعرقل قدرتهم على متابعة الدروس”.

 

تبعات التعلم عن بعد

 

وفي تصريح للأستاذ السحيمي ل”بلادنا24“حول تقييمه للتلاميذ بعد العودة إلى الحجرات الدراسية” عندما عدنا إلى التعليم الحضوري لا حظنا أن هناك تراجع في المستوى الدراسي للتلاميذ، ولانزال نعاني من تبعات التعلم عن بعد، خاصة و أن هناك تلاميذ لم يدرسوا طيلة تلك الفترة التي اعتمد فيها هذا النمط من التدريس، خاصة وأن الأغلبية لا يتوفرون على الوسائل”.

مضيفا” الأستاذ هو الآخر يواجه اكراهات أكثر نظرا للمسئولية المرمات على عاتقه رغم المجهودات التي قام بها، فليس جميع التلاميذ يتوفرون على هواتف ذكية و صبيب انترنيت، خاصة و أن أغلب العائلات لها أكثر من طفل يدرس”.

وحسب ذات المتحدث، ” التلقين عن بعد لم يحضر له، ورغم اعتماده قرابة السنتين فان وزارة التربية الوطنية و التعليم العالي لم تبدل أي مجهود لنهوض به”.

 

مراسلة الجامعات

وقد وجه وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي، مراسلة لرؤساء الجامعات دجنبر المنصرم من السنة الماضية، بإعطاء تعليمات لرؤساء المؤسسات التابعة لجامعاتهم من أجل عقد كل الإجراءات و اللقاءات و الندوات و التظاهرات العلمية و الثقافية عن بعد، و تنظيم جميع الامتحانات عن بعد.

القرار كإجراء وقائي

وأضاف غبر ذات البلاغ” يأتي هذا القرار كإجراء وقائي للحفاظ على صحة وسلامة الفاعلين بمنظومة التعليم العالي والبحث العلمي”، خاصة وان المغرب لم يتخط بعد خطر تفشي وباء فيروس كورونا، والتطورات الأخيرة التي عرفتها مؤشرات الحالة الوبائية ببلادنا، بما فيها تسجيل حالات إصابة مؤكدة بالمتحور الجديد لكرونا أوميكرون.

 

 

 

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *