الهروب من الحرب نحو مستقبل مجهول/ ما مصير الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا ؟

تُعد أوكرانيا الوجهة الدراسية الأولى التي يفكر فيها الطلبة المغاربة من أجل استكمال دراساتهم العليا هناك في تخصصات مختلفة، على رأسها الطب والصيدلة والهندسة المعمارية.

وقد بلغ عدد الطلبة المغاربة بأوكرانيا هذه السنة ما بين 9000 إلى 15000  طالب،كعدد تقريبي حسب ما أكده أشرف دبوز أحد الطلبة المغاربة بأوكرانيا لـ”بلادنا24″، والذي نجح في العبور من أوكرانيا إلى رومانيا رفقة مجموعة من الطلاب المغاربة، على إثر هروبهم من الحرب الأوكرانية-الروسية، من أجل العودة إلى موطنهم المغرب، وهو يجهل مصيره ومستقبله الدراسي شأنه شأن باقي الطلاب المغاربة بأوكرانيا.

تساؤلات عديدة مطروحة في ظل الوصول المُتتالي وعودة هؤلاء الطلاب من بلد الحرب أوكرانيا إلى بلدهم، ومن بين هذه التساؤلات نجد أوساط عائلاتهم تتساءل حول مصيرهم الدراسي؟ هل سينتظرون انتهاء الحرب من أجل عودتهم إلى الجامعات التي يدرسون فيها بأوكرانيا أم أنه أصبح عليهم التفكير في مستقبلهم ومحاولة إيجاد حلول أخرى من أجل استكمال مسارهم الدراسي هنا بالمغرب؟ هل لازالوا يتابعون دراساتهم في خضم الحرب عبر وسائل الدراسة عن بعد أم أن هناك توقف مؤقت أو نهائي، أو هم بصدد مواجهة مصير مجهول لا يمكن الجزم فيه حاليا..؟

مجموعة من التساؤلات حاول طاقم جريدة بلادنا24 طرحها على بعض الطلبة العائدين من الأراضي الأوكرانيا، من أجل محاولة معرفة مخططاتهم بعد العودة و الهروب من الحرب.

استمرار الدراسة بجامعة أوديسا عن بعد

حسب رئيسة قسم العلاقات الدولية بجامعة أوديسا في أوكرانيا فإن الأوضاع بالجامعة والمدينة لحد الآن جيدة، وبالنسبة لطلبة المغاربة الذين يدرسون بجامعة أوديسا والذين قاموا بتأدية كل الرسوم الدراسية قبل عودتهم إلى المغرب، فإنهم سيتمكنون من مواصلة دراستهم عن بعد.

وهذا ما أكده محمد سعد الطليكي خلال حواره مع بلادنا24، وهو طالب في سلك الهندسة المدنية بجامعة أوديسا وممثل الطلبة المغاربة بنفس الجامعة وكذا ممثل الجالية المغربية في المجلس القومي بمدينة أوديسا بأوكرانيا، والذي استطاع العودة للمغرب والهروب من الحرب، بحيث قال سعد بأن طلاب جامعة أوديسا حالياً في عطلة ابتدأت يوم 28 فبراير وستنتهي يوم 13 مارس، وأنه طبقاً لما صرحت به رئيسة قسم العلاقات الدولية بجامعة أوديسا فإن الدراسة ستستأنف مباشرة بعد نهاية العطلة عبر تقنية “الدراسة الرقمية” بالنسبة للطلبة المغاربة، كما أن رئيسة العلاقات الدولية بالجامعة كانت قد تواصلت صباح اليوم مع سعد بصفته ممثل الطلبة المغاربة وأرسلت له قائمة بأسماء وتخصصات الطلبة المغاربة الذين يُتابعون دراستهم بجامعة أوديسا والذي يبلغ عددهم 188 طالباً وطالبة، وذلك من أجل علمهم بأن شواهدهم الدراسية ستكون متاحة عند طلبهم إياها، كما أكدت الرئيسة بأن إدارة الجامعة تتمنى انتهاء الحرب من أجل عودة طلابها إلى صفوف الدراسة بالجامعة.

جامعات أوقفت الدراسة بسبب القصف

وحسب ممثل الطلبة المغاربة سعد، فإن بعض الجامعات أوقفت الدراسة إلى أجل غير محدد، وذلك بسبب وصول الغزو الروسي إليهم، كالجامعة المتواجدة بمدينة سومي وما جاورها و خيرسون التي تم احتلالها من قبل الجيش الروسي، وجامعة الصيدلة أو الفارما كما يطلق عليها بمدينة خاركوف التي تم قصفها يوم أمس، وبالتالي فمصير طلاب هذه الجامعات يبقى مجهولاً لحد الآن.

الدراسة في خضم الحرب

ووفقا لتصريحات بعض الطلاب المغاربة الذين يدرسون بجامعة الطب بأوديسا، والمتواجدون حالياً في الحدود بين أوكرانيا ورومانيا من أجل محاولة الهروب من الحرب، لايزالون يجهلون مصيرهم هل سينجحون في العبور أم لا، وفي خضم هذه الظروف يطلب بعض الأساتذة منهم الدخول للمنصات الرقمية من أجل استكمال الدراسة، رغم الحرب ورغم الظروف..، هذا ما يؤكد أن هناك أمور كثيرة لازالت غير واضحة بالنسبة لمصير هؤلاء الطلبة.

مطالب الطلبة المغاربة بأوكرانيا

ويقترح سعد ممثل الطلبة والجالية المغربية بمدينة أوديسا، أن يتم التفكير في حلول بديلة من أجل الطلبة المغاربة الذين يتابعون دراساتهم بأوكرانيا، من قبل وزارة التربية والتعليم بأوكرانيا و وزارة التربية والتعليم بالمغرب، ومحاولة وضع حلول لمجموعة من المشاكل التي تواجه الطلبة في الظروف الحالية أو المستقبلية على شكل اتفاقيات ثنائية بين البلدين، لأن أغلب الطلبة العائدين إلى المغرب هروباً من الحرب لم يستلموا أوراقهم مثل شواهد البكالوريا أو شواهد النجاح في السنوات الماضية ولم يحصلوا على أي دبلومات تخصهم لأنها بحوزة الجامعات التي يدرسون فيها والتي تم اقفالها بسبب الحرب،

لذلك يُناشد هؤلاء الطلبة الجهات المعنية من أجل محاولة إيجاد حلول لهم ولاسيما أن عددهم يفوق 14000 ألف طالب وطالبة مغاربة، يجهلون مصيرهم بعد عودتهم هروباً من الحرب نحو مستقبل مجهول.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *