إبرام المغرب شراكات تعاون مع حلفائه الأجانب | انزعاج جزائري وشراء للذمم

سعيا منها إلى محو تاريخ حافل بالإخفاقات، بعد تراكم مختلف صور الخيبات، تواصل الجزائر سعيها الحثيث إلى وضع خطط متباينة الأبعاد، ترمي إلى استغلال أي فرصة سانحة، من أجل إفشال المغرب، والإيقاع به في أفخاخ تؤثر على علاقاته الدولية، إلا أنه وفي كل مرة، تبوء محاولاتها اليائسة بالفشل، لتعود الجزائر خالية الوفاض وبلا نتائج تذكر، ولتحقيقها هذه الآمال، تنشئ الجزائر اتفاقات سرية مع جهات اللوبي، من أجل التأثير على صناع القرار، وما يستوجبه من تنازلات تقدم خلف الكواليس، من أجل ردعها عن استمرار علاقات الشراكة بين المغرب ودول أخرى، و تعطيل جسور التواصل، وإيقاف أشكال التعاون الثنائي، وكذا لإحباط آفاق الترابط الدولي مع المغرب.

تزويد بالأسلحة

وعلى خلفية اتفاقية الشراكة التي عقدها المغرب و الولايات المتحدة الامريكية في قطاع الأسلحة، والقاضية بتزويد المغرب بعتاد حربي تبلغ قيمته 239,35 مليون دولار، تعزيزا للتعاون الأمني بين البلدين، وتثمينا لصفة الحميمية التي تمتاز بها العلاقات المغربية الأمريكية، ولهذا السبب، سارعت الجزائر إلى انتهاج أساليبها الخاصة، من أجل تعطيل التعاون الثنائي، وذلك عن طريق عقد تحالفات مع اللوبي في الكونغرس الأمريكي، الأمر الذي أثمر معارضة 11 عضوا من أعضاء مجلس النواب الأمريكي قرار الصفقة، ومطالبين بايقافها، بمبرر تصاعد المخاوف من إمكانية استعمالها ضد الانفصاليين التابعين لجبهة البوليساريو.

علاقات خارجية

وفي نفس السياق، قال الخبير في العلاقات الدولية، والمتخصص في قضية الصحراء المغربية، حسن بلوان، في تصريح لـ”بلادنا24” إنه ومنذ سنوات، والمغرب يعتمد استراتيجية جديدة في علاقاته الخارجية، تنبني على تعدد الشركاء الدوليين على المستوى الاقتصادي والدبلوماسي، وأيضا العسكري والأمني، لكن في نفس الوقت، يحافظ المغرب على شركائه التقليديين الذين يرتبطون معه بعلاقات استثنائية، خاصة الولايات المتحدة الامريكية التي تعتبر مصدرا مهما للأسلحة التي يقتنيها المغرب.

سعي متواصل

وأضاف بلوان : “لاشك أن المغرب يعيش دينامية شاملة اقتصادية، سياسية ودبلوماسية، أثارت حفيظة الخصوم والأعداء والجيران، وقد زاد هذا الرعب في الجزائر، بالتحديد، بعد مجموعة من المبادرات المغربية لتنويع أسلحة الجيش المغربي، باستخدامه أسلحة تكنولوجية نوعية ودقيقة من اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية، وهو ما دفع الجارة الشرقية للمغرب إلى شراء ذمم بعض اللوبيات في الكونغرس الأمريكي، للتشويش على الشراكات الاستراتيجية الأمريكية المغربية من جهة، ومحاولة تعطيل بعض صفقات الأسلحة من جهة أخرى.

مجهود مضاعف

وارتباطا بالموضوع، أشار المتحدث نفسه إلى أن الدبلوماسية الجزائرية كلها تتحرك من أجل معاكسة مصالح المغرب بشكل واضح، مستطردا: “لكن ان تنفق مليارات الدولارات من أموال الشعب الجزائري الذي يعيش أوضاعا معيشية مزرية، للضغط على مصالح المغرب في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، فهذا يبين حجم الذعر والخوف والعداء الذي يعشش في بنية العقل العسكري الحاكم في الجزائر.

محاولات يائسة

وعن ردود الفعل الجزائرية إزاء الدينامية الدبلوماسية، أكد بلوان أنه ومهما صرفت الجزائر من أموال ضخمة للتشويش على المغرب، وتحريك اللوبيات والأصوات المستأجرة، إلا أن هذا لن يؤثر على طبيعة العلاقات الاستراتيجية المغربية الأمريكية، موضحا أن المغرب بشراكاته العسكرية المتعددة والمتنوعة، أصبح يسيطر على زمام المبادرة في الأقاليم الصحراوية، وأصبح يتعامل بصرامة وحزم مع العصابات الإرهابية لجبهة البوليساريو المدعومة جزائريا، وذلك بفضل الأسلحة النوعية التي يحصل عليها من الولايات المتحدة الامريكية، والتي تعتبر المغرب حليفا استراتيجيا خارج حلف الناتو.

مكانة ثابتة

ولفت حسن بلوان إلى أن العقل الحاكم في الجزائر لا زال لم يستوعب التغيرات التي عرفها المغرب على مستوى السياسة الخارجية، وعلى مستوى البنيات الاقتصادية، وكذلك تنويع الترسانة العسكرية، مستطرد:ا “والأهم هو أن المغرب يحظى بصفة الشريك الموثوق، نظرا لما يتمتع به من مصداقية داخل الأوساط السياسية والدبلوماسية، الأمريكية والأوروبية، ناهيك عن الشراكات الاستراتيجية مع الدول العربية، الافريقية، ودول الخليج، وخلص المتحدث ذاته إلى أن ما يقلق الجزائر أكثر هو إعادة صياغة المغرب للتوازن الإقليمي، بعدما نجح في مواكبة وحلحلة مجموعة من الصراعات الإقليمية، سواء في لبيبيا أو منطقة الساحل، بالاضافة إلى دوره المحوري في الحفاظ على الأمن والسلم الإقليمي.

وجدير بالذكر أن علاقة القرب التي تجمع المغرب بالولايات المتحدة الأمريكية ليس وليدة الصدفة، بل تولدت أعقاب سجل تاريخي مكتظ بالمواقف المدافعة التي تبناها المغرب
دفاعا عن أمريكا، فقد كان المغرب من البلدان السباقة إلى الاعتراف بأمريكا بعد استقلالها سنة 1776، وكانت هذه المبادرة وشما لبداية رسمية للعلاقات الثنائية بين البلدين، مبنية على عقد مشاريع تكفل المصالح المشتركة، تعزيزا لآفاق الشراكات من خلال تبادل الخبرات، وتحقيقا لمبتغى رابح- رابح.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *